شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دعونا من بدوي وحضري وقبيلي وخضيري ومبتدع ومتبع
الكاتبة الفاضلة سهيلة زين العابدين حماد - مدينة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.
إن ذلك خير وأشرف عنوان وأكرم وأجل منتدى أخاطبك منه... ذلك البلد الذي يضم جسد أشرف مخلوق، وأزكى نفس، وأعظم رحمة مهداة للبشرية - جميعاً. سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، شفيع الأمة ووسيلتها إلى رب العباد في يوم الميعاد.
إنني لأعلم نصاعة قلمك، وحسن خلقك، وأنك تربيت في بيت فضل وإحسان وكل مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم فضل وحب ووداعة وإحسان ونور ومدد وضياء.
لقد قرأت مكاشفات الصحافي المتميز الأستاذ الكريم عبد العزيز قاسم على صفحات الجريدة التي أحببتها منذ سن الطفولة ويفاعة الشباب، قرأت مكاشفاته مع الدكتورة الفاضلة عزيزة المانع، وقرأت مداخلتك معها، وتوقفت عند المداخلة الأولى وتمنيت لو أن غيرك دخل هذا المدخل الصعب مع أن الدكتورة عزيزة - بحسب معرفتي - أبعد ما تكون عن هذه الفئوية البغيضة، ولعلك لا تعلمين - يا أختاه - أن والد أبنائها هو من آل المعيقل، ومع أنها أسرة ترجع في جذورها إلى شمال المدينة المنورة ومن قبيلة (بلي) المعروفة، إلا أن آل المعيقل سكنوا الحجاز وخصوصاً مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومنهم جيران لنا في حي العنبرية وقباء، عبد الحميد المعيقل،وعودة وحمدان المعيقل، أما زوج الدكتورة عزيزة الأخ الدكتور عبد الله المعيقل فهو ولد وعاش هو وأخوة له في مدينة جدة، وأسرته من أكرم من عرفت خلقاً وفضلاً، وكان آل المعيقل في مدينة (ينبع) يعتبرون هكذا - من أهل الصلاح والتقوى وفيهم من هو حافظ لكتاب الله ومتفقه في دينه ولو كانت الدكتورة عزيزة تجد في نفسها شيئاً من أهلنا في (الحجاز) لما اختارت شريك حياتها وقدمته على سواه، ولكنها ضربت مثلاً عالياً في كسر بعض التقاليد الفئوية التي إن وجدت عند البعض فإنه لا يحق لنا أن نعممها على الآخرين، ولم تكن الدكتورة عزيزة عند إجابتها لما يتميز به أهل الحجاز عند قولها (كان أهل الحجاز أكثر تمدناً في الأطعمة واللباس والأثاث وفي بعض العادات) بنافية عند الآخرين تحضرهم في أشياء أخرى ومما خصهم الله به من علم في رحاب المسجدين الطاهرين منذ سالف العصور.
وأضيف أن الزميل المهذب الأستاذ خالد السليمان والذي أعرفه عن قرب وسبق لي الاجتماع معه في منزل صديق الجميع الكاتب المعروف الأستاذ سامي خميس نعم إن الأخ لهو من أكثر الناس سعة أفق، ورحابة فكر، وإنه ليجسد أنموذج المثقف الواعي والوسطي والمعتدل وهو ينتقد التشدد أينما وجده في هذا الجانب أو ذاك، وقلة اليوم من كتابنا ممن يجسدون هذا السلوك فالانتقال من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ومن هذا الأخير إلى ذاك الأول هو سمة البعض مما أحدث تشويشاً واضطراباً فكرياً مدمراً، وقلت من قبل إن الذين يكونون في أقصى الجانبين لن يكون بمقدورهم أن يحجزوا مقاعد لهم في الوسط لأن دواخلهم غير مهيأة لذلك.
إنني لأعلم أيها الكاتبة مقدار غيرتك على محارم الله، ودفاعك عن لغة القرآن، ووقوفك إلى جانب من نادوا منذ عقدين من الزمن على الحفاظ على هويتنا الفكرية والأدبية، وأعلم أنك ربما اختلفت مع الآخرين ولكن هذا لا يمنعك من مراجعة هذه الوقفة الأخيرة التي لم تكن المداخلة فيها مع الدكتورة المانع إلا تنفيساً عن كلام سمعته يا أختاه من سفهاء القوم حتى وإن كانوا على قدر من التعليم، أما العقلاء والحكماء فإنهم أكثر ما يكونون حرصاً على تماسك وحدة الوطن وعدم التفريط فيها، إن بيننا يا أختاه من يستعمل مثلاً كلمة (بدوي)! في موضع التحقير، ولكنه أيضاً من فعل السفهاء فكلمة (بدوي) تعني البساطة والشهامة والكرم ولقد سمعتها في بعض أوساط المثقفين فرفعت صوتي منكراً لها، فوالدتي من بادية حرب المشهورة ولكنها منذ سكنت المدينة الطيبة منذ حوالي نصف قرن من الزمن أو أكثر لا تريد مفارقة الجوار الطيب وهي تحدثني عن العنبرية وقباء والتاجوري وحوش مناع وحوش عميرة وزقاق جعفر وحوش شنان أكثر مما تحدثني عن مرابع طفولتها في الفقرة وعرقوس.
ومع أن والدي يعود في جذوره إلى قبيلة (غامد) المعروفة إلا أن خؤولته من حاضرة المدينة وقليل من يعرف أن الرجل الذي كان يعتمر العمامة الحجازية الصفراء ويجالس السيد عباس حماد المنفلوطي وعثمان أبو عوف والسيد عباس سقاف، والسادة حيدر مشيخ وعبد الله بافقيه وعبيد مدني وأحمد محضار، هو الرجل الذي كنا نرى في مجلسه مشائخ حرب من آل عساف وغيرهم، ونفر من أسرة آل الخريجي والتركي والدخيل وهي أسر كريمة سكنت المدينة واندمجت في هذا المجتمع الحضاري وأضحت جزءاً منه وكان يعلمني ويحفظني على فطرته هذا البيت الشعري الصادق.
كن ابن من شئت واكتسب أدباً
يغنيك محموده عن النسب
ومع معرفته - رحمه الله - بأنساب الحاضرة والبادية - معاً - كان إذا سئل عن نسب بعينه احمرت وجنتاه واكتفى بالقول: الأصل طيب!، وقال لواحد من أهل العلم يوماً في معرض سؤاله عن نسب أسرة معينة في المدينة، لقد عاش بيننا - أي المدينة - أناس لم يكونوا أبناء أحرار، ولكن فعلهم كان فعل أبناء الأحرار، نعم إنه الفعل يا أخت (سهيلة)، وإنني لأبكي حرقة اليوم من وضع سيىء تردى البعض فيه فإذا اختلفنا - مع بعضنا البعض عيّر أحدنا الآخر بأصله أو صنعة آبائه وأجداده، ويفترض أن تقود أقوال المحبة والألفة وسلوكيات الحكمة المجتمع إلى شواطىء المحبة والوداد، وإنني لأرفع صوتي قائلاً دعونا من حضري وبدوي وخضيري وقبيلي ونجدي وحجازي وشمالي وجنوبي وأيل ودخيل وصوفي وسلفي، وشيعي، وسني، ندعو الله أن نجتمع على حب هذا الوطن والانخراط في مكتسباته الوحدوية والاجتماعية والحضارية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :820  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 402 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.