شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هل هذه هي نهاية الغُلوّ أم البداية في القضاء عليه؟؟
انتهت الجولة الثانية من الحوار الوطني - والذي ترعاه مكتبة الملك عبد العزيز بالرياض - ووقف المشاركون يتحدثون بصراحة أمام سمو ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز، وكانت الابتسامة ترتسم على محيَّاه وعلى وجوه أخوته من آل سعود، وفي هذا درس للمجتمع الذي تضيق به بعض فئاته فتحرم الآخر من قول رأيه أو تُقْصيه إن لم تتسبب في إيذائه وهذا يؤكد على أن المؤسسة السياسية متقدمة على بعض المؤسسات الدينية والفكرية ويفترض أن يترجم القائمون على هذه المؤسسات هذه المبادرة إلى سلوك عملي فيختفي قاموس التبديع والتفسيق والتكفير، ويزول هذا الأسلوب الاستعلائي الذي يمارسه البعض فيتخيل أنه - وحده - على الصراط السوي والنهج القويم، ويجب أن نعترف أن البعض ممن ينقصهم التعمق في مقاصد الشريعة الإسلامية قد أساؤوا إلى مجتمعهم كما أنهم شوهوا الصورة النقية التي يحملها المسلمون عن موئل الرسالة ومهد العروبة و الإسلام، فيتوجب على هؤلاء الابتعاد كلياً عن أساليب الغلظة والجفوة وأن يستبدلوا بها أساليب الحب والتي أكدها القرآن الكريم على لسان نبيه عندما امتدح سلوكه وخلقه بقوله المنزّه على كل شبه ونظير: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين (سورة آل عمران: 159)، وخاطبه - عز وجل في موضع آخر بقوله وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً (الإسراء: 28).
وإذا كانت هذه الآيات نزلت على من وصفت السيدة عائشة - رضي الله عنها - خلقه الكريم بأنه كان تجسيداً لأوامر الله ونواهيه في القرآن، فإن من يحملون راية الدعوة المباركة والنصح و الوعظ المطلوبين، إنه من الواجب عليهم أن تكون سلوكياتهم قريبة من هذا المنهج الرباني.
ولقد فتح المسلمون قلوب الناس قبل أي شيء آخر بهذا المنهج فلقد أعلن الكاتب “Blasco - Jbanez” في كتابه المعروف في ((ظل الكاتدرائية)): أن أسبانيا رقيقة الملوك اللاهوتيين والأساقفة ((المحربيين)) استقبلت غزاتها بذراعين مفتوحتين ففي سنين استولى العرب على ما استلزم سبعة قرون لاسترجاعه فلم يكن هناك اجتياح مفروض بالسلاح، بل مجتمع جديد يمد جذوره القوية في جميع الأنحاء، وينقل عنه المفكر جارودي أيضاً قوله ((لقد كانوا حريصين على مبدأ حرية المعتقد، حجر الزاوية الذي تقوم عليه العظمة الحقيقية للأمم، أنهم قبلوا بالكنيسة النصرانية والكنيس اليهودي في المدن التي كانوا أسيادها، انظر: وعود الإسلام: ص 51 - 52.
ويعترف المستشرق إدموند بوزورث(C.E. Bosworth) في بحث له أن المسلمين لم يَهْدموا كنيسة ولم يخرّبوا كنيساً في كل البلاد التي دخلوها وأصبح فيها الإسلام دين الأغلبية، ترى ماذا يقول أولئك الذين يحملون في أيديهم تلك المعاول الغليظة والحاقدة ليهدموا بها كل أثر إسلامي يجدونه أمامهم بحجَّة سدّ الذريعة، فهل كان من قبلهم من أهل العصور الخيّرة مفرطين في دينهم ومتخاذلين في عقيدتهم أم أنهم كانوا يجسدون حقيقة دعوة الإسلام؟؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :588  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 400 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.