شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحرب التي أعادت حرية الكلمة للمربع الأول!
عادة ما تتمخّض الحروب عن قضايا سياسية واجتماعية ولكن الحرب الأمريكية الأخيرة على ما يسمى بالإرهاب تركت آثاراً سلبية على النواحي الإعلانية، والتي كان الغرب يفاخر بوصوله إلى مستوى رفيع فيها من الشفافية والحيادية.
فمن الناحية السياسية نجد أن أهم الآثار السلبية المرتبطة بهذه الحرب هي ارتفاع نبرة التعصب الديني عند بعض أقطاب الإدارة الأمريكية حتى إن جنرالاً أمريكياً معروفاً - ويعمل نائباً مساعداً لوزير الدفاع الأمريكي - وهو ((وليام بوكين)) اعتبر إله المسلمين صنماً مع أنه باعتراف المستشرقين الغربيين لا يوجد دين سماوي تبرز فيه عقيدة التوحيد بمثل تجسدها وبروزها في الدين الإسلامي الذي جاء ليحطم جميع الأصنام بما فيها الأصنام البشرية المتعددة.
واعتبر أيضاً - من وجهة نظر أمريكية - معارضة الحرب أو الكشف عن المبالغات المرتبطة بتبرير الحرب على العراق، اعتبر ذلك من المحرمات وما قصة الخبير البريطاني ((ديفيد كيلي)) وموته بطريقة مفاجئة ومأساوية، وكذلك طرد النائب العمالي البريطاني ((جورج غالاواي)) بعد حوالي 35 عاماً من العمل السياسي - وهو نائب معروف بتعاطفه مع القضية الفلسطينية إضافة إلى معارضته للحرب الأمريكية - البريطانية، كل هذه القضايا تدل على الهوس الذي أصاب بعض المؤسسات الأمريكية والغربية وخوفها من كشف ما هو محجوب عن المواطن العادي فيما يتصل بهذه الحرب التي بدأت بأفغانستان وثنت بالعراق، وأطلقت يد الإرهابي شارون داخل فلسطين وخارجها ليقتل ويدمر ويجد من يؤازره في البيت الأبيض ودواننغ ستريت على حد سواء.
في هذه الحرب الأمريكية الأخيرة اصطفت جميع أجهزة الإعلام خلف الإدارة الأمريكية ولا نجد صوتاً متميزاً يرتفع من داخل هذه المؤسسات - والتي كانت تفتخر أمريكا بصدقيتها - معارضاً أو ناقداً، بل إن الإدارة الأمريكية لم تخف استياءها من بعض القنوات الفضائية العربية والتي حققت سبقاً كبيراً في إبراز جميع القضايا المتصلة بهذه الحرب بحيادية كبيرة وبتقنية إعلامية رفيعة، وكانت تصفية الحسابات مع الإعلام العربي عن طريق قتل بعض المراسلين أو المحررين في العراق وباليد الصهيونية القذرة في فلسطين، ولم تستطع الإدارة الأمريكية مساءلة عصبة الإرهاب في فلسطين عن مقتل ناشطة سلام أمريكية، قتلت - عمداً - وهي تؤدي واجباً إنسانياً محضاً.
أمريكا التي أفلحت في تحقيق المعادلة الصعبة وهي جعل وسائل إعلامها لا تختلف كثيراً عن وسائل الإعلام الأخرى في العالم الثالث التي كانت إلى حد قريب تنتقد رؤيتها الأحادية وانغلاقها وعدم مصداقيتها، هي التي تقود حملة شرسة ضد المسلسلات العربية التي تكشف زيف الدعاوى الصهيونية مثل مسلسل ((الشتات)) الذي انطلق من قناة ((المنار)) اللبنانية، واضطر المتحدث باسم البيت البيض للخروج وإعلان تذمر إدارته من عرض المسلسل وحذر من عرضه في أي قناة عربية أخرى، ويفترض أن يكون الرد على دعاة الحرية الكاذبة هو عرض هذا المسلسل الذي اعتمد كاتبه على 250 مؤلفاً - معظمها كتبت بأقلام يهودية وغربية ومعروفة - ولم يعتمد كما ذكر الصوت النشاز والمزمجر والغاضب مطلقاً على ما عرف باسم بروتوكولات حكماء صهيون. وهو ما يذكرنا بالضجة التي أثيرت في العام الماضي عن المسلسل المصري ((فارس بلا جواد)) للفنان محمد صبحي.
إن أسوأ ما تمخضت عنه هذه الحرب هو قمعها للصوت الإعلامي أو الصحافي الذي يبحث عن المعلومة الموثقة، والكلمة الصادقة، أو يحمل رؤية مغايرة لما يقوله ((شارون)) في الكنيست ويردده المحافظون الجدد في البنتاغون ((وجيف هون)) من دواننغ ستريت.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :524  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 398 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج