شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وماذا عن حوار الأشقاء والأقارب؟‍!
يلاحظ المرء أنه بعد أحداث 11 سبتمبر التي استغلها الأمريكيون في توجيه الاتهامات العديدة لنا وبأن ذلك عائد إلى نوعية الثقافة التي يتلقاها أبناؤنا في مدارسهم أو منتدياتهم وبيوتهم، لاحظنا قيام مؤسسات ذات صبغة دينية بالدعوة إلى الحوار مع الآخر ودعمت هذه المؤسسات خطابها الجديد بنصوص شرعية موثقة - وهذه النصوص موجودة - أصلاً في تراثنا إضافة إلى أن المسلمين الأوائل جسدوا في سلوكياتهم مفاهيمها عند دخولهم البلاد الأخرى التي فتحوها أو حلوا فيها مهاجرين ومقيمين - ولكن لسبب أو آخر ظلت بعيدة أو نائية عن أيدي أصحاب هذا الخطاب - وهذه نقطة ضعف شديدة يجب أن نقرّ بها ونُحاسب أنفسنا في تقصيرنا إزاءها.
كما لاحظنا بعد الأحداث - نفسها - أن عدداً كبيراً من الكتاب - أصحاب التوجه الداخلي الآخر في الخطاب الثقافي والفكري، تحاور المؤسسات الغربية المعنية حول منطلقات التراث الإسلامي في التعامل الآخر، وبصيغة أخرى أنها عادت إلى الخطاب الديني لتستلهم أسسه ومنطلقاته مع أنها كانت بعيدة عنه وكأنها بهذا الصنيع تيقظت بعد سُبات لتكتشف الحقائق المدفوعة في تراثنا من عدالة وتسامح ومحبّة، ولا بُد أن نذكر أن الحداثة الإيديولوجية قبل حوالي عقد من الزمن أو أكثر كانت تسعى لجعل منابرها حكراً عليها، فهي مقدّسة لا يُسمح بارتقاء درجاتها أو يحظى بالاقتراب من مطوياتها إلا من كان مدججاً بالأدوات أو الوسائل المطلوبة وربما خضع لامتحانات قاسية حتى يأتيه الرضا وتحل بساحته نفحات القُرب.
ونسي هؤلاء وأولئك أننا لمدة طويلة فشلنا فشلاً ذريعاً في الاعتراف بالآخر الموجودين بين ظهرانينا - والذي يُعدُّ الاعتراف به من المقومات الأساسية التي بُنيت عليها وحدة هذه الأرض - بعبارة أخرى لقد أيقظتنا الأحداث، ولكن الغرب المتربّص والمتترّس هو الآخر بعقائد محافظيه الجدد في الإدارتين الأمريكية والبريطانية والمؤسسات الفكرية التابعة لهما - فطن كعادته إلى نقطة الضعف هذه، وشكك في مصداقية هذا الخطاب الجديد وبدأوا كعادتهم في اجتذاب قوّة على حساب أخرى فهذا وزير الخارجية البريطاني جاك سترو: يذكر في محاضرة له ألقاها في مركز الدراسات الإسلامية بمدينة أوكسفورد في 25 يناير، 2002م، يقول سترو ما نصه (إن القوى العلمانية وليست القوى الدينية هي القوى المتسلطة تسلطاً ظالماً، لكن الغربيين بطيئون في إدراك الأمر المهم).
بعد الأحداث المؤلمة التي شهدتها مدينة الرياض، انبرى العديد من أقطاب المؤسسة الدينية لإدانة هذا الحادث واكتفى البعض بالصمت، آخذين بمبدأ السكوت من ذهب، وإن وراء الأكمة ما وراءها فإما أن يكونوا من الطغمة التي غذّت هذا الفكر المتجرد من أي عاطفة والمتسم بغلظة وجفوة شديدين، أو أنهم يُسامرونه مداهنة له كما حدث عن فتنة جهيمان.
إننا - جميعاً - في هذا البلد الكريم ندين بالإسلام، ونقر بوحدانية الله عزّ وجلّ، ونقر بالولاء لله ورسوله وأحكام الشريعة الإسلامية وبالولاء أيضاً لأولي الأمر.
إلا أنه يجب أن نعترف ونقر بأننا نختلف عند كثير من الفروع والتي لا تستدعي أبداً أن يقوم نفرٌ من أبناء الأمس القريب ليحكموا على هذا بالشر والآخر بالبدعة وأن نصنف الناس تصنيفاً أحادياً أو أن نأتي بالآيات التي نزلت في كفّار الجاهلية ونحاول إنزالها أو إسقاطها على من آمن آباؤهم وأجدادهم وذريّاتهم بالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :567  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 396 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج