الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

مناهج المؤسسات الدينية بين د. البشري وجمال الغيطاني

على مدى شهور عدة حاولت (أخبار الأدب المصرية) مناقشة قضية المؤسسة الدينية العريقة (الأزهر) وقد شارك في هذه القضية عدد من المختصين من بينهم الدكتور محمد سليم العوّا، والدكتور طارق البشري، الذي أجرى معه - هذا الملحق الهام والذي يرأس تحريره الأستاذ الأديب جمال الغيطاني - حواراً (العدد: 504، الأحد 6 محرم 1424هـ - 9 مارس 2003م) وكان حواراً هاماً أعدته منصورة عز الدين ومع أن مقص الرقيب أتى على جزء من هذا الحوار، إلا أن المفكر (البشري) أشار إلى قضايا فكرية وعلمية هامة منها أن الأزهر أضاف في الستينيات الميلادية مواد علمية - ضمن المناهج الرئيسية - وكان الهدف من هذه الخطوة (أن يجمع خريج الأزهر بين علوم الدين وعلوم الدنيا، وأن يكون الأزهر إضافة لكونه جامعة تثقف الناس في أمور دينهم، أيضاً جامعة تخرج أطباء مسلمين ومهندسين ومحاسبين مسلمين وغير ذلك)، وأضاف د. البشري، أن إضافة هذه التخصصات، لا يعني - بأي حال من الأحوال الانتقاص من كلياته الأصلية التي كانت موجودة منذ قانون سنة 1910م وتعرض الأستاذ البشري لقضية هامة وهي الصلة بين المؤسسة الدينية - الأزهر - ومؤسسات الدولة فأشار إلى أنه في فترة مشايخ الأزهر السابقين من أمثال المراغي والظواهري كان للدولة قدر من النفوذ على الأزهر لكن هذا النفوذ زاد كثيراً فيما تلا ذلك من أعوام، ولو نظرنا إلى شيوخ الأزهر سنجد أن الشيخ عبد المجيد سليم في فترة الخمسينيات كان قيادة مستقلة وكذلك الشيخ شلتوت، كما تمتع الشيخ عبد الحليم محمود بقدر من الاستقلالية، أيضاً سنجد أن الشيخ جاد الحق علي جاد الحق اتسم بقدر من الاستقلالية يفوق قليلاً من سبقوه ويفوق من تلاه، ولعل الظروف لم تساعد الدكتور البشري الذي لمس قضية هامة من قضايا الأمة الإسلامية وهي العلاقة بين الحاكم والسلطة الدينية، بأن يشير أن الشيخ جاد الحق رفض مقابلة حاخام إسرائيل الأكبر (إسرائيل لاو)، وقد أخبرني من أثق به أن الشيخ بعد تزايد الضغوط عليه لمقابلة هذه الشخصية الصهيونية ركب سيارته - دون علم أحد - وذهب إلى قريته وهي من قرى البحيرة في مصر، ولم يعد منها إلا بعد انتهاء البرتوكولات الخاصة باستقبال (لاو).