فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الصلة غير المرئية بين المبدع والسياق الحضاري لا يمكن - بأي حال من الأحوال - الربط بين النشاط الفكري والثقافي والأدبي في أي من المؤسسات الأدبية بوجود شخص بعينه وبالتالي فإن غيابه سوف يقود إلى كارثة ويصيب الحركة الأدبية في صميمها، هذا لا يعني في الوقت نفسه - أيضاً - التقليل من شأن هذا المنظر أو ذلك الناقد والأديب، بل إن الأجدر بمناقشته في هذا الشأن هو تأثير السياق الحضاري والفكري والاجتماعي لبيئة أدبية معينة على عطاء الكتاب والمبدعين الذين ينتسبون بطريقة وأخرى لهذه البيئة والمتفاعلين مع ما يجري فيها من أحداث، وبالتالي فإن هذه الأحداث تنعكس بطريقة أو أخرى على عطاء هذا الأديب وإبداعه ومشاركاته. لقد ربطنا - دوماً - في تاريخنا الفكري والأدبي بين الشخص والفن الأدبي، فالموشحات الأدبية كانت انطلاقاتها بحسب ما تحاول كتب النقد الأدبي تفسيره بالشاعر القبري الضرير أو بابن عبد ربه صاحب العقد، بينما الجدير بالتأمل والدراسة هو تأثير البيئة الأندلسية الجديدة التي هاجر إليها العرب، وهي بيئة انصهرت فيها ثقافات متباينة على عملية الإبداع الأدبي، ومن هنا يمكن ملاحظة أثر طبيعة الأندلس (مياهها، بساتينها، وفضاؤها الثقافي) المتمثل في هجرة عدد من المبدعين في فن الموسيقى مثل زرياب ملاحظة أثر ذلك كله على نشوء هذا الفن الأدبي الجديد ونعني به (الموشح) والملاحظ بأن هذا الفن لم ينشأ بين يوم وليلة بل إن فترة زمنية معينة قد انقضت قبل أن يعرف الناس شيئاً من أغصان الموشح وفروعه وخرجاته العامية. وهي الفترة التي احتاجها هذا الفن الأدبي ليبرز ويضحي فناً أدبياً قائماً - بذاته -، ولقد رثيت لباحثين قضوا أوقاتاً طويلة ليثبتوا أن نازك الملائكة سبقت بدر شاكر السياب في كتابة قصيدة التفعيلة - في الشعر العربي المعاصر - بينما تسابق آخرون ليجعلوا من (السياب) الرائد الحقيقي لهذا الفن، ويفترض أن ينظر إلى الأمر في ظل تهيؤ سياقنا الحضاري والنهضوي الذي أدى إلى بروز هذا النوع الجديد من الشعر الذي شارك فيه كل من أمين الريحاني، والسياب، ونازك، ومحمد حسن عواد، وباكثير وغيرهم.
طباعة تعليق  القراءات :601  التعليقات :0
صفحة 393 من 482

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج