شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أبو تراب وشيء من تراث عالم وأديب
عرفت - مثل بقية الجيل الذي انتمي إليه - أبا تراب الظاهري، منذ منتصف الثمانينيات الهجرية، وكانت هذه الصحيفة الغراء التي أنتمي إليها قارئاً وكاتباً لمدة تزيد - ولله الحمد - على أربعين عاماً، كانت (المدينة) الصحيفة مجالاً لسجال ترتفع حدته وتخف بين الشيخ وصديقه أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري وكانت مؤلفات إمام المذهب الظاهري ابن داود، وتلميذه ابن حزم محوراً لهذا السجال، وخصوصاً كتاب (الإيصال) الذي يقول أبو عبد الرحمن بضياعه ويزعم أبو تراب أن مخطوطة منه تقبع في مكتبة الشيخ الذي كان والده محدثاً في الحرم المكي الشريف وهو الشيخ عبد الحق الهاشمي ويروي أبو عبد الرحمن - الذي عرفت منه أنه قابل المحدث - عبد الحق - في أواخر الثمانينيات الميلادية، يروي ابن عقيل بعض الأحاديث النبوية عنه وخصوصاً في كتابه (الحباء من العيبة) عن شيخه عبد الحق والد أبي تراب... وكانت المعركة بين الشيخ أبي تراب ومعاصره العلامة اللغوي أحمد عبد الغفور العطار من أكثر المعارك العلمية ثراء في العلم، وقوة في الحجة والبرهان، وكانت الضحية في ذلك مدرسة الداودية بباب الباسطية في سويقة الشامية والتي كانت موئلاً - بخلواتها العلمية - لعدد من رجال العلم والفضل مثل فضيلة شيخنا السيد محمد أمين الكتبي، والفقيه الأديب (ضياء الدين رجب) والشاعر الفذ السيد علي بن حسين عامر - رحمهم الله جميعاً.
ولولا خشية الإطالة لبسطت القول عن منتدى الداودية فقليل منه عرفته شخصياً، وكثير منه عرفته عن رجل الفضل الوالد الشيخ عبد الله محمد بصنوي وصديقه الأديب عربي سقاط.
... أبو تراب والذي ربما نحتاج لوقت طويل - قبل أن يبرز منا نحن جيل الأكاديميين أو من غيرنا - من يسد الفراغ الذي تركه هو ونديده (العطار) شغلت صحافتنا الأدبية - أخيراً - بموضوع إرثه الكبير - وهو مكتبته التي تحتوي على كنوز التراث العربي والإسلامي، المخطوط منه والمطبوع وكأن هذه الصحافة تندب حظ العالم أو المفكر والأديب بين بني قومه، والأمر بسيط فهو لا يخرج عن مقولة الراوية الأستاذ محمد حسين زيدان - رحمه الله - المجتمع دفّان، أو كما يقول المثل العربي الشهير (زامر الحي لا يطرب)، فلقد عرفت في المدينة مكتبة الشيخ مظهر الفاروقي والتي تسببت هدميات حارة الأغوات في الانتقال بها من مكان لآخر - مع احتوائها - على مخطوطات هامة في الطب والعلوم والفلك وغير ذلك.
ولا أعلم ما الذي جرى لمكتبة آل الزللي بالمدينة ومكتبة الشيخ الفاضل جعفر ابن إبراهيم فقيه - رحمه الله - وامتدت يد الآسي السيد هاني بن إبراهيم هاشم لمكتبة أجداده من أهل العلم والفضل، وأعطاها من جهده الكبير ما جعل استفادة الناس على مختلف مشاربهم منها سهلة وميسرة.
لئن رغب ورثة أبي تراب - رحمه الله - في عرض المكتبة الخاصة بالشيخ لبيعها فهذا من حقهم، وليس لأحد أن ينازعهم في هذا الحق أو يزايد عليهم في حبهم لرب أسرتهم، ولهؤلاء المعترضين أن يتقدموا أو ينقذوا هذا التراث الذي يحتاج لمؤسسة علمية أو شخصية فكرية لاحتضانه وإفادة طلبة العلم الحقيقيين منه، وأن هناك رجالاً نبلاء يحبون العلم لذاته من أمثال السادة: أحمد زكي يماني، وحبيب محمود أحمد ومحمد عبده يماني وعثمان الصالح، وعبد المقصود خوجة وبسام البسام وعبد الرحمن فقيه وغيرهم، ممن سوف يتسابقون لحفظ تراث الرجل الذي شغل الناس حياً وميتاً، إنه أبو تراب الظاهري عفا الله عنه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :673  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 391 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.