شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العامل الخفي في الدعم الغربي لليهود
كان الغرب إلى وقت قريب لا يتعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية بذريعة جنوح المنظمة إلى الإرهاب، مع أن هذا الغرب كان يعلم أن الفلسطينيين كانوا يقاومون كياناً محتلاً اغتصب أرضهم، وشرد عائلاتهم وأطفالهم وقتل رجالهم أحياء بدم بارد، وهشم عظام صغارهم إبان الانتفاضة، ولكن هذا الغرب - نفسه - كان لا يجد حرجاً في التعامل مع إرهابيين حقيقيين من أمثال مناحيم بيغن، وإسحاق شامير، وأريل شارون. وبعض من هؤلاء الإرهابيين اليهود تسبب في سفك دماء الغربيين أنفسهم قبل وبعد حقبة الانتداب البريطاني في أرض فلسطين العربية والمسلمة، وكان كل من السفاحين ((بيغين)) و((شامير)) مطلوباً للعدالة البريطانية ولأجهزة ((الاسكتلانديارد)) الأمنية، إلا أن المعايير المزدوجة، والنفاق السياسي، والركض وراء الأساطير التلمودية المضللة جعل بعض الزعماء الغربيين يستقبل سفاحي دير ياسين، وكفر قاسم، وقبية، وصبرا وشاتيلا استقبال الفاتحين، ويفتخر المتحدث الأسبق باسم مجلس العموم البريطاني George Thomas جورج توماس، في مذكراته، بأن ما يجمعه بالإرهابي ((بيغن)) هو ما يعرف بالعهد القديم والعهد الجديد من التوراة ولهذا فهو كان فخوراً باستقباله في البهو المخصص للمتحدث باسم مجلس العموم - وبالمناسبة فمركز المتحدث يحمل أهمية خاصة في البرتوكول السياسي البريطاني، فلقد حدث في الثمانينيات الميلادية وأثناء زيارة ((ميخائيل جورباتشوف)) للمملكة المتحدة أن قام المتحدث باسم مجلس العموم باستقبال ((جورباتشوف)) نيابة عن رئيس الوزراء، ولا يترك ((توماس)) مجالاً من مجالات الحياة الروحية مما يجمعه مع ((بيغن)) إلا ويخصه باهتمام بالغ، فالسفاح ((بيغن)) يحمل في داخله من العاطفة الإنسانية كبقية الإسرائيليين ما يجعل التشابه قائماً إلى حد كبير بين هؤلاء السفاحين والشعب الويلزي ((نسبة إلى مقاطعة ويلز (Welsh) البريطانية، ومن حيث لا يشعر ((توماس)) فإن السفاح بيغن ينهي اللقاء على شرفه في مجلس العموم البريطاني في عام 1978م في عهد حكومة ((جيمس كالاهان)) العمالية - بأن يقوم بإهداء السياسي البريطاني المتدين والواعظ في كنائسها نسخة من العهد القديم باللغة العبرية، وكأن ((بيغن)) الإرهابي يرمز بهذه الهدية باللغة اليهودية إلى مدى التأثير الديني الذي تركه هذا الكتاب بأساطيره وترهاته التي لا يمكن أن يصدقها العقل البشري والذي يذكرنا الغرب - دوماً - بموضوعيته وعقلانيته وبتعبير أدق، لقد قام اليهود عن طريق العهد القديم بعملية غسيل كبيرة لعقول العامة من الناس في الغرب، وللخاصة منهم على وجه التحديد، ومن هنا فإن انحياز الغرب للحركة الصهيونية العنصرية هو انحياز ديني محض تثبته الأدلة والبراهين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :634  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 379 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج