شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ساحة بقلب ورفقاء بمشاعر!!
يؤسفني القول: إننا معشر الكتاب - في ساحة الثقافة والفكر والأدب - من أكثر الناس انتقاداً للآخر ومن أكثرهم ضجيجاً في كل واد حول ما يصلح وما لا يصلح، وما هو قائم من الأمر وما يجب عليه أن يكون، ولكننا من أقل الفئات بحثاً في دواخلنا عن مكامن الداء ومواضع الضعف وفي كثير من الأحيان لا نعطي أمثلة عملية من حياتنا وسلوكنا لما ندعو إليه من شفافية وديمقراطية وتعددية.
لقد مرت أشهر عديدة ونحن نرى في هذه الساحة صراعاً ضارياً نفتقد في بعض الأحيان - من خلاله - الحد الأدنى من المفاهيم والسلوكيات المطلوب توفرها في أطراف الحوار فهذا لا يتورع عن إلصاق تهمة - من النوع الثقيل - بنظيره أو محاوره ولم يسلم من ذلك ممن تصنفهم الساحة كمحافظين وآخرين ليبراليين أو مجددين ولم يفرق الداء بين جسد وآخر فشمل من تعلموا في جامعات ذات صبغة عربية وإسلامية محضة وأخرى غربية السمات أو إفرنجية الملامح. والأشد من هذا والأنكى هو أن المدرج في الساحة مليء بالمشاهدين والمتفرجين ونضيف و(المتسللين) - بضم الميم وتشديد اللام - وقلة من هؤلاء ممن يعنيهم تخفيف حدة هذا الصراع والذي تحول إلى داء ينخر في جسد المجتمع ويتسبب في تلاشي صداقات دامت لعدة عقود من الزمن وقلة من هؤلاء ممن يسعى لجمع أطراف هذا الحوار أو الصراع فيؤلف قلوبهم بدلاً من أن يفرقها ويقرب أفكارهم عوضاً عن تباعدها وتنائيها وقلة ممن يعنيهم أمر شيخ طاعن في السن أو حبيب يرقد في غرفة الإنعاش فإذا نحن نستغل ضعف قواه فنرميه بالسهام الطائشة وهذا مما تنفر منه الطباع السليمة والأخلاق الإنسانية أو أخر يمر بظروف حياتية صعبة فيقودنا الهوى لاستغلال هذه الثغرة فنهجم عليه ونثخنه جراحاً: فلنسأل أيها الزملاء - وأنا واحد منكم - كيف قضى أديب واعد مثل صلاح عبد الصبور فلقد اتهمه أحد أصدقائه في وطنيته وكان - عبد الصبور - حييا وخجولاً فاستغل ذلك الصديق المحسوب عليه هذه الفضيلة وذلك النبل في شخصيته فردد تلك الاتهامات عليه في محفل من الناس وفي الليلة التي كان عبد الصبور يتوقع أن تكون ليلة وفاء له وفرح بمقدمه وإشادة بإبداعاته الشعرية وكان بعض الرفاق يتمنون على المهاجم - والمحسوب صديقاً أو رفيق عمر - أن يصمت وظل يلاحقه حتى أخرجوه - أي الضحية - من الاحتفال مغمياً عليه وأسدل الستار على حياة (عبد الصبور) ولم يفعل الرفاق - شيئاً بعد ذلك بالجاني الذي سفك دم أخيه بالكلام الذي هو أمضى من السيف المسموم حداً... نعم أيها الزملاء الذين أحب بلا استثناء وأقدر من دون تمييز نعم أيها الرفاق الذين أطل عليهم بشوق من كوة الدار... من فتحة (الروشان)! نعم... يا أعزائي لم يأخذوا على يد الجاني ويعيدوه - بأي سبيل ممكن وحضاري - إلى رشده وصوابه ولم يكن هو - أي صديق عبد الصبور المزعوم - يملك من الضمير الحي والإحساس الإنساني ما يكفي لمعرفة خطيئته وشنيع فعلته وما ألحقه من ضرر فادح بحياة زميله المرهف الإحساس والرومانسي المشاعر والذي وجد في (الحلاج) المقتول - من وجهة نظره - وحياته المشردة ما يخفف عنه عذابات هذه الحياة وشدة وطأتها عليه وهوانه على بني قومه وعدم استشعارهم بأن إنساناً أو رمزاً أو مثالاً لا يعيش بينهم وهل كان بكاؤهم عليه ورثاؤهم له في الدوريات والمحافل يرضي نفسه عند البارىء عز وجل ولنكن صرحاء أيها الزملاء الذين إلى مرآهم أحن وبمشاعرهم الصادقة يتغذى وجداني المنهك هو الآخر كم من أمثال عبد الصبور سوف يذهب إن لم نع الدرس ونتعلم من المأساة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :677  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 375 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج