شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الخبير الإسرائيلي فانون وغيابه عن الذاكرة العربية
في الوقت الذي تسرب فيه كوريا الشمالية خبر امتلاكها لكميات من اليورانيوم المخصب والقادر على إنتاج السلاح الكيماوي وهو الخبر الذي فتح أعين العالم كله على ازدواجية المعايير الأمريكية، وذلك بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بأن أمريكا لن تستخدم القوة مع دولة كوريا الشمالية بسبب امتلاكها لهذا السلاح والذي ظهرت آثاره منذ عام 2000م وكأن وزير الخارجية الأمريكي يعني بقوله هذا - صراحة - بأن الحرب المرتقبة ضد العراق بزعم وجود أسلحة دمار شامل، لها أسبابها البعيدة عن امتلاك السلاح النووي من عدمه ولم يعد - خافياً - على أحد أن سياسة التدخل بالقوة ضد العراق أو غيره من دول المنطقة هي من أجل تنفيذ قرارات منظمة إيباك المتشددة والتي يسيطر كثير من نشطائها على المناصب القيادية بدءاً من مجلس الأمن القومي ومروراً بوزارة الخارجية وانتهاء بأسوأ وزير دفاع شهدته أميركا في تاريخها المعاصر في هذا الوقت الذي يضفي البيت الأبيض فيه على الإرهابي أريل شارون صفات رجل السلام وصاحب السياسة الإنسانية إزاء الفلسطينيين مع أنه يأمر جنرالاته بحرب إبادة ضد المدنيين الفلسطينيين وخصوصاً الأطفال منهم، وكأن الولايات المتحدة لم تكتف بدعمها سياسياً وعسكرياً بل إنها تسعى لبناء شخصية وهمية عنه ولن نفاجأ إذا ما رشحته أميركا لجائزة نوبل للسلام.
في هذا الوقت يعتصم عدد من المتظاهرين وفي عدد من مدن العالم بذكرى مرور 16 عاماً على سجن الخبير الإسرائيلي موردخاي فانون Mordechai Vanun والذي قام في عام 1976م بتسليم صحيفة الصنداي التايمز البريطانية عدداً من الصور الحقيقية ومعلومات موثقة عن البرنامج النووي الإسرائيلي في دايمونا Dimona ولقد كشفت تلك المعلومات التي أدلى بها فانون عن امتلاك إسرائيل لما يقرب من 100 رأس نووي.
ولقد كانت المخابرات الإسرائيلية من الغضب الشديد لرفع فانون القناع عن الدولة التي كان الغرب يقدمها على أنها دولة ضعيفة ومسالمة بحيث أدى غضبها وحنقها ودمويتها إلى اختطاف فانون قبل أن تنشر صحيفة الصنداي تايمز شهادته الموضوعية عن برنامج إسرائيل النووي وذلك بعد أن استدرجته عن طريق قناة إسرائيلية سرية إلى خارج المملكة المتحدة ومن ثم القبض عليه ووضعه في سجن انفرادي والحكم عليه بحوالي عشرين عاماً، وهي السنين الكفيلة في مجملها بتدمير ما تبقى من عمر هذا الإنسان الذي حمله ضميره إلى وجوب الكشف عما يمكن أن يدمر الدول المحيطة بإسرائيل ويجعل لها - أي إسرائيل - الهيمنة المطلقة في عالم السياسة.
يُحمد لأنصار فانون من دعاة السلام في إسرائيل نفسها كما ورد في صحيفة الصنداي تايمز October/6/2/2002 توقيعهم لرسالة يطالبون فيها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بالعمل على إطلاق فانون والذي يفترض الإفراج عنه في عام 2004م ولكن أنصاره ربما يخشون من فرض عقوبات إضافية عليه، كما تجمع عدد من أنصاره في هيروشيما حيث يقوم نصب تذكاري لضحايا القنبلة النووية الأمريكية ولا يزال الشعب الياباني يحمل في داخله آثار تلك العملية البربرية التي قامت بها أمريكا في هيروشيما ونجازاكي وهي بسياستها الحالية تشجع أكبر دولة نووية في الشرق الأوسط على ارتكاب كل أنواع الحماقات على يد السفاح شارون منكرة على الفلسطينيين حصولهم على الحد الأدنى من المعاملة الإنسانية والكريمة التي يتشدق بها الإعلام الأمريكي والغربي.
كما يعمل محرر صحيفة التايمز - Avigdor Feldman كما ورد في صحيفة الصنداي التايمز - نفسها - على استقطاب ما يقرب من 100 شخصية عالمية من أجل تدوين مذكرة خاصة تدعو لإنهاء الوضع غير الإنساني الذي يواجهه فانون ووجوب إعطائه الفرصة لإعادة بناء حياته الإنسانية إلا أن السؤال الذي يبقى مطروحاً وهو أين جمعيات حقوق الإنسان العربية ومثقفو العالمين العربي والإسلامي عن هذه القضية؟ فلقد قدم فانون للعالم كله وللعرب خصوصاً خدمة كبرى بكشفه عن سلاح إسرائيل النووي وعن وجهها المتعصب والدموي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :670  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 373 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج