أعراس في ليل الحزن الطويل |
نقلت وسائل الإعلام - جميعها - قبل مدة يسيرة صورة الفتاة الفلسطينية في ليلة عرسها وهي تمسك بيد زوجها مجتازة الحواجز التي يقف عليها الجنود الإسرائيليون والمدججون بالسلاح الأمريكي الفتاك ولم يسلم العروسان من طغيان وجبروت أولئك المرتزقة والجبناء، وإذا كان الإعلام الغربي يرى في قتل المقاوم الفلسطيني على يد الغزاة الإسرائيليين.. يرى في هذا الفعل الشنيع أمراً مقدساً تمليه عليه ترهات التلمود والتي لم يعد الإيمان بها - حكراً - على عامة المسيحيين المتشددين بل انضم - أيضاً - إلى قائمة المؤمنين بها إيماناً حرفياً أولئك الساسة الغربيون الذين يزعمون أنهم من أنصار العلمانية، ولقد أضحى هذا الشعار العلماني وسيلة لإنهاء العلمانيين العرب، سعياً منهم لتصوير حضارتهم المادية بصورة جذابة، ووجد بعض المفكرين العرب - أنفسهم - وسط ذلك الشراك الذي نصب لهم على قارعة الطريق فما رأي المؤسسات الإعلامية الغربية في قتل الأطفال وهم يلهون وسط ذلك الركام؟ وكيف يجسر هذا الغرب على تبرير فعل حيواني كاغتيال طفل يحتمي بظهر والده، ورضيع يجلس في حجر أمه فإذا هو أشلاء متناثرة على يد قتلة الأنبياء والمرسلين ومصاصي دماء الآخرين على مر العصور والأزمان؟ وما رأيهم وهذه وسائل إعلامهم المتعددة تنقل صور دبابات النازية الجديدة وهي تحتجز المؤمنين في كنيسة المهد، وفي مسجد بلال وعمر؟ ما رأي جمهوريي أمريكا، واشتراكيي بريطانيا في هذه الأصولية التي تحرق كل أرض وتهدم كل أثر وتقتل كل حي؟ |
ولم تكن الصورة مغايرة في البلد العربي - العراق - والذي عانى من ظلم طاغيته مثل معاناته من طغاة الغرب وجبابرته، وكأننا (ببلير) يريد إعادة سيرة (تشرشل) وأمثاله من زعماء الحقبة الاستعمارية الماضية. |
نعم لم يكن الشعب المنكوب في بغداد - بعيداً - عن الشعب الفلسطيني، فلقد رأينا الفتاة - هناك - تمسك بيد زوجها وكأنها تسعى لاقتناص فرحة العمر قبل أن تقتنصها رصاصة حاقدة وطائشة في يوم لا يبدو أنه ببعيد، ولكن الغرب يصوّره لنا بوسائله على أنه ناءٍ وبعيد، والسؤال يقول: أما لهذا الليل من آخر؟ أما آن للأمة أن تتحسس طريقها بعيداً عن رؤية هذا العدو القادم، وهو يبحث عن دم يسفكه بل عن عرس يغتال فرحته!، عن مسجد يحوّله كنسياً يهودياً، وسوف نكون أغبياء وسذجاً إذا ما توهمّنا أن الغرب سيّر جيوشه لإنقاذنا، فكل الدلائل والبراهين تقول: إنه جاء ليمكن لإسرائيل - عفواً - لليهود في الأرض، ولليهود في الجو، ولليهود في البحر. |
وزيرة البيض الفاسد اليهودية وأسرار زعماء الإنجليز! |
ينعقد مؤتمر حزب المحافظين البريطاني في مدينة Bournemouth في ظل فضيحة جديدة طالت زعيم الحزب السابق جون ميجور John Major حيث كشفت الوزيرة السابقة (من أصل يهودي) في حكومته إيدويناكورييز أنها كانت على علاقة غير شرعية معه، وهذه الفضيحة تعيد إلى الأذهان فضيحة وزير الحربية John Prfuma في حكومة المحافظين بزعامة هارولد مكميلان/ 1963 Macmillan حيث تم الكشف عن علاقته مع الجاسوسة كريستين كييلر، والتي كانت في الوقت - نفسه على علاقة خاصة مع مساعد الملحق العسكري السوفيتي في بريطانيا Eu Gene Ivanov وأدت هذه الفضيحة إلى سقوط حكومة مكميلان بعد تقديم استقالته في مؤتمر الحزب سنة 1963م، واختيار لورد دقلاس هوم Lord Home زعيماً للحزب والذي لم يستمر سوى عام حيث خسر حزب المحافظين انتخابات عام 1964م لصالح العمال بزعامة ويلسون. |
وتكرر الأمر عشية انعقاد حزب المحافظين الحاكم بزعامة مارجريت تاتشر في مدينة بلاك بوول Black- Pool، حيث كشفت الصحافة بصورة مثيرة علاقة وزير الطاقة في حكومة تاتشر 1979 - 1983م سيسيل باركنسون Cacil-Parkinsoan بسكرتيرته، وكان (باركنسون) يشغل منصب Party-Chairman وهو المركز الذي يحتله دوماً الشخص المسؤول عن حملة الحزب وخسر مقعد وزير الخارجية الذي كان متوقعاً أن يصل إليه بعد فوز الحزب، ولكن فضيحة (باركنسون) لم تؤثر على حملة الحزب الانتخابية، لأن تاتشر استطاعت عن طريق سياسة الخصخصة إخراج بريطانيا من التردي الذي شهدته في أواخر حكومة (جيمس كالاهان) 1976 – 1979م ووقعت تاتشر في خطأ آخر عندما اختارت شخصية ليس لها ثقل سياسي معروف وهو جيفري آرشر Archer ليكون نائباً لمدير شؤون الحزب والذي كشفت فيما بعد صحيفة الديلي ستار Daily, star عن علاقة له بغانية تدعى Monica Couglan، وأنكر ذلك بشهادة كاذبة مما أدى بعد ذلك إلى سجنه لأنه ضلل العدالة. |
ويتزامن انعقاد مؤتمر الحزب المحافظين - أيضاً - بعد وقوع آرشر في فضيحة أخرى وهو استغلاله لصداقته مع الضابط المسؤول عن سجن North, Sea, Ca وهو سجن معروف يقضي فيه عقوبة السجن حيث قام الضابط بإخراج الروائي والسياسي آرشر - بصفة خاصة - ليحضر حفلة خاصة، وأدى خرق نظام السجن حيث سمح (لآرشر) بحضور تلك الحفلة ثم العودة إلى السجن ثانية إلى استقالة الضابط المسؤول عن السجن. |
لن يستطيع الحزب في اجتماعه السنوي بمدينة Bournemoth أن يناقش الفقرة (28) من مانفسيتو الحزب والخاصة بموضوع التأكيد على القيم العائلية، ودعت الوزيرة السابقة واليهودية الأصل Curine، إلى حذف هذه الفقرة وترى فيها إملاءً لما يمكن أن يدخل في باب الحرية الشخصية وهو كيف يعيش الفرد؟ وهو أيضاً ما يدعو إليه الجانب اليساري أو المتحرر في الحزب، أما زعيم الحزب الذي يقود الجانب المتشدد إيان سميث Iain Smith فهو يؤكد على الفقرة (28) والتي تدعو السلطات المحلية بعدم دعم العلاقات غير الشرعية وخصوصاً الشاذة منها. |
والقضية الأخرى التي تلقي أيضاً بظلالها على اجتماع الحزب المعارض هو استمرارية تأثير مارجريت تاتشر على سياسة الحزب، ويؤكد ذلك عزم المسؤولين في الحزب على نشر وثيقة سياسية تعرف بالطريق الصحيح، وهي في الأصل وثيقة تحدد منهج الحزب في عام 1976م عندما كانت تاتشر زعيمة للحزب في الحقبة التي كان فيها الحزب في المعارضة. |
ويقود المتحدث باسم الحزب للشؤون الداخلية أوليفر ليتوين Oliver - Letwin، توجّهاً مغايراً للناشرين، فهو يرى وجوب الاستفادة من (توني بلير) والذي بنى قاعدة حزب العمال من المعارضة حتى وصل به إلى دواننغ ستريت دورتين متتاليتين حيث استطاع (بلير) الاقتراب من هموم المجتمع من حيث التأكيد على موضوعات الصحة والتعليم وفي هذا إشارة إلى وقوع المحافظين في انقسامات داخلية بعيدة عن الهموم القريبة من الناس، فلقد أدى الاختلاف حول انضمام بريطانيا من عدمه إلى العملة الأوروبية الموحدة إلى انصراف الناخب البريطاني عن الحزب الأول وهو المحافظون إلى الحزب الآخر وهو العمال. |
وبالمناسبة لقد كشفت (إيدوينا) في مذكراتها عدداً كبيراً من الشخصيات السياسية، وهي تضحك ملء شدقيها بمبلغ كبير من المال يصل إلى 300000 جنيه استرليني فهل يعتبر ويتعظ الإنجليز وسواهم من مثل هذا السلوك اليهودي الشائن؟؟ |
|