شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لماذا خذلت الكنائس الغربية مسيحيي فلسطين؟
إذا كان بالإمكان تفهم الانحياز الغربي السياسي للحركة الصهيونية ضد العرب والمسلمين، آخذين في الاعتبار التخوف من كل ما يمس اليهود حتى لا تتعقبهم الحركة العنصرية الصهيونية وترميهم بسلاحها الذي أضحى مبتذلاً وهو عداء السامية إضافة إلى اعتناق الكثير من الساسة الغربيين وفي مقدمتهم الأمريكيون لعقيدة الولاء المزدوج والتي تقدم المصلحة الإسرائيلية حتى وإن تعارضت مع المصلحة الوطنية - كما هو الشأن في قضية سفينة (ليبرتي) والتي تعرضت لقصف إسرائيلي متعمد بعد أيام من حرب حزيران 1967م، وسعت إدارة الرئيس الأمريكي جونسون المتحيز للصهيونية إلى إخفاء الحقيقة - رغم قتل مسؤولين أمريكيين كانوا من ضمن طاقم السفينة على أيدي الإسرائيليين الذين يتلقون دعمهم المادي والمعنوي والبشري من الولايات المتحدة الأمريكية - ولا يمكن تفسير مثل هذا السلوك إلا في ضوء هذه النظرية والتي أشار إليها السياسي البريطاني العريق - لورد مايهو - في كتابه المعروف: (حجب حقائق الشرق الأوسط) the Middle - East - Cover Up.
والذي شاركه التأليف فيه الصحافي البريطاني المعروف مايكل أدمز إلا أنه يظل عصيًّا على الفهم هذا التخاذل الغربي إزاء المسيحيين العرب في فلسطين، فإذا كانت كنيسة المهد تمثل أمراً دينياً هاماً من وجهة النظر المسيحية، فإن إسرائيل لم تقم وزناً لهذا الأمر فكما أقدمت على تدمير المساجد وحرق مسجد سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فإنها وجهت مدافع دباباتها للكنائس المسيحية وهي ما زالت تحاصر كنيسة المهد وتطلق النار على كل من يحاول إيصال الغذاء والدواء للمعتصمين بها من نازية شارون وفاشية موفاز، ولقد كان مشهداً مخزياً للغرب ومؤسساته أن يجتمع رجال الدين المسيحي في فلسطين بوزير الخارجية الأمريكي (كولن باول) يطلبون منه التوسط لدى شارون لتخفيف نقمته أو غضبته عليهم ومطالبين بالحد الأدنى من حقوقهم الدينية والمدنية.
لقد تحركت (أميركا) بكل قواها العسكرية والسياسية في الثمانينيات الميلادية لدعم نقابة التضامن الكاثوليكية في بولندا إبان الحقبة الشيوعية، وحرك بابا الفاتيكان كل دباباته الروحية لنصرة الكنيسة الكاثوليكية هنا وكانت بداية سقوط الأيديولوجية الشيوعية من بولندا نفسها.
إلا أن زيارة البابا لأرض فلسطين قبل حوالي عامين كانت للتضامن مع إسرائيل أكثر منها لنصرة الفلسطينيين أو التضامن معهم - مسلمين كانوا أم مسيحيين فلقد وقف متبتلاً أمام النصب التذكاري المزعوم لضحايا النازية وبكى أمام حائط المبكى كما يفعل جميع القادة الغربيين وكان بإمكانه ألا يفعل ولكنه سار على النهج الذي سار عليها الساسة المتعصبون للأيديولوجية الصهيونية وبهذا فقدت كلماته - معناها - أخيراً والتي حاول من خلالها وعلى استحياء شجب التصرفات الإسرائيلية ضد المقدسات المسيحية، ولم ترد إسرائيل على استفسارات (الفاتيكان) لأنه أعطاها المبررات والذرائع - مسبقاً - فهو لم ينطق بكلمة واحدة عن المجازر الإسرائيلية في حق الفلسطينيين منذ نصف قرن من الزمن وحاول الابتعاد عن جوهر الصراع الحقيقي في الأراضي المقدسة واكتفى بمسح رؤوس أطفال الفلسطينيين، مع أنهم لم يكونوا بحاجة إلى من يلمس رؤوسهم ويباركها ولكنهم كانوا بحاجة إلى من يحمي رؤوسهم تلك، وأجسادهم الصغيرة من الحقد الصهيوني الأعمى، ومع بداية الانتفاضة الثانية تعرضت منطقة بيت (جالا) والتي تقطنها غالبية عربية مسيحية لحصار وقصف إسرائيلي متتابع ولم يطل البابا من شرفة مقره في الفاتيكان كما يفعل، وكأن الأمر لا يعنيه في شيء وكانت المؤسسة السياسية الصهيونية ترقب عن كثب هذه المواقف المتخاذلة من المؤسسات المسيحية الغربية إزاء مسيحيي الشرق، واعتبرت ذلك ضوءاً أخضر من الغرب لتقديم المسلمين والمسيحيين العرب - على حد سواء - عربون ورمز فداء منه لليهود والعهد القديم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :713  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 367 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج