شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يوميات طفلة فلسطينية
انتحت الطفلة الفلسطينية - جانباً - وغطت وجهها بيديها وأخذت في نحيب شديد وهي تقول: نريد أن نكون كأطفال بقية العالم نذهب لمدارسنا في سلام ونعود لمنازلنا في سلام، لقد حصرت هذه البرعمة الفلسطينية التي ولدت كبقية أجيال فلسطينية وأرضها محتلة، ومنزلها يهدم في كل لحظة... بل في كل ثانية بالسلاح الأمريكي الفتاك، نعم لقد حصرت آمالها في أن تذهب لتطلب العلم وهي آمنة، وتعود لكوخها المتهدم وهي آمنة كذلك، ولكن ليس من الوارد في حسبانها أن تلهو لهواً بريئاً كبقية أطفال الإنسانية، أو أن يكون لها دار خاصة بها، أن تبني أسرة، أن تدخر شيئاً من المال لتذهب في نزهة أو إجازة، أن يكون بإمكانها تجاوز حدود القطاع، وحواجز الضفة لتقابل أهلاً لها أجبرهم - فسقة العالم وقتلة الأنبياء - وبدعم أمريكي - وبريطاني - سافر على النزوح إلى دول الجوار في لبنان وسورية والأردن، أن يكون لها أصدقاء في البلاد العربية الأخرى تهاتفهم ويهاتفونها، أن تتبادل معهم أناشيد الحب والنقاء، أن تبتسم الحياة لها أو تبتسم - هي - مع مطلع الفجر، عند مغيب الشمس، أن تنظر إلى السماء الصافية وهي ترسل نور القمر أو ضياء النجوم إلى الأرض، أو أن تذهب إلى الحانوت لتشتري كبقية أطفال الأرض قطعة من الحلوى تحملها في يديها ثم تضعها في فمها للتلذذ وهي تسير في شوارع الحي أو أزقته و(زنقاتها).
أن تذهب (للبيدر) لتنظر إلى الأرض التي زرعها آباؤها وأجدادها منذ آلاف السنين، لتغترف بيديها البريئتين من ماء الجدول لتروي به ظمأ الحياة، لتقطف وردة جميلة ثم تشدها إلى صدرها، وتشم من أكمامها رائحة الأرض الحنونة، ثم لتلقيها بين يدي والدها، أو لترتمي معها في حجر والدها أو لتحوط أشقاءها بذراعيها فرحة بما حملته من بيدر (الزيتون)، من كرمة (العنب) من (عريشة) الفل والياسمين، أن تتسلق أشجار (السدر) و(النبق) ثم لترتمي على الأرض مع صديقاتها من الأطفال الذين بمقدورهم أن يرووا هذه الأرض التي ظلمهم فيها حاخامات البيت البيض، وكهنة (دواننغ ستريت) وسفاحو (الكنيست الأصولي - النازي) أن يرووا هذه الأرض بدموعهم كما رواها آباؤهم وأمهاتهم بدمائهم البريئة والمؤمنة.
تلك الطفلة الفلسطينية والتي يمثلها في عالم البرزخ أشقاء من أمثال إيمان حجو، وجمال الدرة، لا يرتفع سقف مطالبها عن سقف مطالب أبناء الهنود الحمر في القرون الماضية، ولكن على متبلدي الحس من أمثال، شارون وبيريز، وبوش ورايس، وتشيني ورامسفيلد وبلير وسترو ونتانياهو وتاتشر وبلانكت، وليفي وباراك أن يتيقنوا أن الشعب الفلسطيني لن يختفي - يوماً - كما اختفى الهنود الحمر.
وسؤال أخير نطرحه على ساسة أمريكا وبريطانيا - خاصة - أما آن لهم أن يسألوا أنفسهم كيف يحللون العدالة وحقوق الإنسان لشعوبهم والشعب الإسرائيلي ويحرمونها على شعوب عديدة في الأرض في مقدمتها الشعب الفلسطيني الذي عانى من هولوكست حقيقي؟‍!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :696  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 365 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج