شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
طرح القضايا برؤية وطنية ووعي صادق
شيء ضروري أن تتحسّس الأمة مشاكلها وتعالج قضاياها،وتستشرف آفاق المستقبل ببصر ثاقب وبصيرة متفتحة، ولقد طرحت أحداث 11 سبتمبر قضايا كثيرة ومؤجلة على بساط البحث والمناقشة منها تحديد مفهوم الإرهاب والفرق بينه وبين المقاومة الوطنية المشروعة التي كفلتها المعاهدات والمواثيق الدولية ولجأ إليها الغرب نفسه في مقاومة الحركة النازية العنصرية، ولجأت إليها بريطانيا في حرب الفولكلاند عام 1982م، تحت ذريعة حماية المواطنين البريطانيين الذين يقطنون الجزيرة،ولم يجرؤ أحد - يومها - أن يرفع صوته في وجه رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر وحليفها القوي - آنذاك - رونالد ريجان - زاجراً - على سبيل المثال - إياهما بأن عليهما أن يتفاوضا مع الحكومة العسكرية الأرجنتينية لاستعادة الجزيرة المحتلة، وألا يلجأ إلى الحرب كخيار، ومع هذا فالغرب يطالب العالم العربي بأن يجلس على مائدة المفاوضات مع السفاح أريل شارون بعد مضي نصف قرن من الزمن على الشتات الفلسطيني واحتلال أراضيه وهدم قراه ومساجده وكنائسه وحرق أرضه وتخريب اقتصاده والحجر على قياداته في سجون هي أقرب ما تكون لما صنعه (هتلر) بمناوئيه في الحرب الكونية.
كما طرحت الأحداث نفسها موضوع كيفية تقديم الرؤية الإسلامية الصحيحة للعالم الآخر، ومع أن الإسلام وتعاليم الدين الإسلامي تنحو في حقيقتها نحو وسطية معروفة وسماحة مثلها الرسول صلى الله عليه وسلم في تعامله وسلوكياته، إلا أن ممارسات بعض طلاب العلم في العالم العربي والإسلامي - وممن يرون أنفسهم الفرقة الناجية - وسواهم في هلاك إعطاء هذا النفر الجاهل والحاقد على إخوانه المسلمين المساحة الأكبر لتحقيق هذا الغرض، وأمامنا شاهد بسيط وواقعي وهو حركة (طالبان). وقيامها بسلوكيات تخالف جوهر الإسلام وحقيقته، ولو وجدت من يردعها عن سلوكياتها لما تمكن الغرب من تحقيق أحلامه ليكون له موضع قدم - وبكل الوسائل - المشروعة منها وغير المشروعة كقتل الأبرياء والتنكيل بالأسرى فالغرب لا تخفى دوافعه السياسية والاقتصادية فجمهوريات آسيا الوسطى تمثل له هدفاً استراتيجياً ووجود حكومة تأتي على دبابة غربية هو الضمان الوحيد لتدفق البترول من تلك الجمهوريات إلى الحليف العلماني - تركيا - عبر أفغانستان.
إلا أن الأحداث نفسها أفرزت حالة شاذة وغريبة ومستهجنة وهي الدفاع عن السلوكيات الغربية والأمريكية غير السوية في حروبها في اليابان، وفيتنام وأميركا اللاتينية، ولعله من المحزن والمؤسف أن نرى أقلاماً وعقولاً محسوبة على الأوساط الثقافية العربية لا تمانع في قيام الغرب بتدخل مشابه للتدخل الأمريكي في أفغانستان، وهو ما لم يطرحه الغرب نفسه، بل إن رأياً عاماً أضحى يتبلور داخل المجتمعات الغربية - نفسها - ويدعو لإيقاف الحرب في أفغانستان والمستمرة حتى بعد استنفاد أغراضها بفرض تثبيت الهيبة الأمريكية في نفوس شعب يبحث عن لقمة العيش في حزمة من الخطب.
نعم هناك حاجة ملحة لمراجعة المناهج التعليمية وللأسلوب الذي ندرس به أبناءنا، ولكن يجب أن نفعل ذلك بأيدينا وضمن رؤية وطنية صادقة ونزيهة وبعيداً عن أحادية الرأي، والتي جنت على الأمة فأصبح الفرد العادي يكرر قاموس بعض خطباء المساجد في العالم العربي والإسلامي فهذا كفر وزندقة، وتلك بدعة تقود إلى الكفر، وذلك ضلال محض، مع أن ما يدور حوله الاختلاف هو قضايا تدخل في باب الفروع ولا تمس منطلقات الدين الإسلامي وثوابته والتي يجب ألا ترضى الأمة بأن يملي علينا الغرب رؤيته إزاءها، فمجتمعاته تعج بجماعات دينية يهودية ومسيحية هي الأكثر تطرفاً والأشد نكاية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :678  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 363 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.