شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبد الرحمن رفّة وتاريخ رياديّ متميز
قرأت رد الأستاذ محمد صالح البليهشي في صحيفة عكاظ حول ما فهمته بأن الأستاذ عبد الرحمن رفّة قد صرح لأحد الأخوة الصحافيين بأنه لم يستلم من نادي المدينة كامل المبلغ المخصص لشراء (الفيلا) العائدة ملكيتها له والتي أضحت فيما بعد مقراً للنادي، ولا بد أن لبساً قد حصل مما جعل الزميل البليهشي يرد بتلك الصورة المتحمسة والتي بدت واضحة كل الوضوح... وللتاريخ فإنني أورد ما سمعته من الأستاذ الرفّة نفسه قبل سنوات قليلة وعندما كانت صحته تسمح بمقابلة محبيه، فلقد ذكر بأن المرحوم الأستاذ محمد هاشم رشيد اتصل به ليعرض عليه رغبة النادي في شراء الفيلا التي كان الرفة يريد أن يتخذها مسكناً له، فما كان من الأستاذ الرفّة إلا أن يستجيب وتقديراً لدور النادي الثقافي في مدينة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فإن الرائد (الرفة) باع منزله برأس المال الذي أنفقه على بناته، ولم يطلب مكسباً إضافياً، هذا ما كرره الرفة على مسمعي أكثر من مرة، ولم يزعم قط أنه قدم الفيلا هدية للنادي، إلا أن فعل الرفة هذا وهو الاستجابة لطلب الأستاذ الرشيد بأن يكون منزله الذي أراد تخصيصه سكناً له - وبالتالي - فهو قد بذل جهداً كبيراً ليكون على المستوى الذي يطمح إليه هو وأفراد أسرته ليكون مقراً للنادي إضافة إلى أنه لم يتكسب من وراء هذا الأمر، نعم إن هذا الصنيع في حد ذاته يعتبر شيئاً رائعاً وفيه من التضحية ما فيه، أما قول الأستاذ البليهشي والذي أكن له احتراماً كبقية أعضاء النادي بأن الرفة لم يكن عضواً مؤسساً للنادي فهذا لا يقلل من دوره كرائد من روائد الأدب في طيبة الطيبة، فالمرحلة التي سبقت تأسيس النادي، وهي مرحلة ما عرف باسم أسرة الوادي المبارك كانت الأصعب لقلة الإمكانيات المادية - آنذاك - وأعلم أن منازل الأساتذة محمد عالم أفغاني وعبد الرحمن رفة وحسن الصيرفي ومحمد سعيد دفتر دار، وعبد العزيز الربيع، هذه المنازل احتضنت بدايات هذه الأسرة الأدبية والتي تشكل منها - فيما بعد - نادي المدينة الأدبي ولا أدري إذا كان زميلنا البليهشي يعلم أن الدار التي كان يسكنها آل الرفة في المناخة كانت مفتوحة أبوابها لجميع الأصدقاء والزائرين ولعل في ذاكرة الأساتذة محمد حميدة، وحسن الصيرفي،و عبد الرحمن التركي، ومحمد كامل ضجا وسواهم ما يلقي الضوء على هذه المرحلة الهامة من مراحل الحركة الأدبية في عاصمة الإسلام الأولى، وإذا كان النادي قد كرم (الرفة) أو طبع له ديواناً فهذا أقل ما يمكن في حق الرجل الذي لم يقتصر دوره على الناحية الأدبية في المدينة فلا زال اسم ملعب (الرفة) في منطقة سلطانة يوحي بدلالات عديدة وهو تنوع مشاركات هذا الرائد في الفعل الفكري والنشاط التربوي والكروي على مدى ما يقرب من ستين عاماً ونيف.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :868  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 354 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج