شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التعددية الفكرية ودورها في البناء الحضاري!
سررت بما نقل عن فضيلة الشيخ صالح بن حميد على صفحات هذا الملحق الأغر (الجمعة 12، شعبان، 1423هـ)، الداعي إلى تجسيد ثقافة الحوار والتعود على تقبل الرأي الآخر، ولم ينس فضيلته تبيان الطريق المؤدي إلى ذلك فذهب إلى القول (لا يتصور إسلام بلا مذاهب).
وفضيلة الشيخ صالح - الذي يؤمن بالحوار - ويدعو إليه: هو يؤكد ما ذهب إليه علماء هذه الأمة من القرون الأولى الخيرة، فلقد روى الشيخ المجدد ولي الله الدهلوي: في كتابه القيّم (الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف) ط3، 1406هـ ص: 38، ما معناه: إن الخليفة العباسي هارون الرشيد شاور أمام دار الهجرة - مالك بن أنس - رحمه الله - في أن يعلق الموطأ في الكعبة ويحمل الناس على ما فيه، فقال له الإمام مالك. لا تفعل فإن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم اختلفوا في الفروع، وتفرقوا في البلدان، وكل سنة مضت).
وهذا شيخ الإسلام - ابن تيمية - رحمه الله - يورد في كتابه المعروف (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) طبعة: النمنكاني بالمدينة المنورة - ص:20، ما نصه: (وفي الصحيحين عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر، فبين أن المجتهد مع خطئه له أجر وذلك لأجل اجتهاده، وخطؤه مغفور له لأن درك الصواب في جميع أعيان الأحكام إما متعذر، أو متعسر، وقد قال تعالى وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ (الحج: 78) وقال يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ (البقرة: 185).
ما رأي فضيلة الشيخ ابن حميد بأنه أصبح من الضروري، أن يعود تدريس المذاهب الإسلامية المعتمدة في الحرمين الشريفين فلقد كان هذا الصنيع الفكري والحضاري - والمعروف في تاريخ الأمة عبر جميع العصور - مأخوذاً به عندما كان والدكم وشيخنا فضيلة الشيخ عبد الله بن حميد - أسكنه الله فسيح جناته - مسؤولاً عن شؤون الحرم المكي الشريف، وكذلك في الحرم النبوي الشريف عندما كان فضيلة الشيخ عبد العزيز بن صالح - رحمه الله - مسؤولاً عن التدريس بالمسجد النبوي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :783  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 353 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.