شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
متى يصبح أدونيس وطنياً ويتجاوز درويش محنة الازدواجية؟
قبل حوالي عام ومع بداية انتفاضة الأقصى أصدر مثقفو المهجر العرب من أمثال أدونيس ومحمود درويش والعفيف الأخضر وغيرهم بياناً يعارضون فيه انعقاد مؤتمر في العاصمة الأوروبية - بيروت - لكشف تاريخ الصهيونية، واستعمل الشاعر الفلسطيني الذي يمطرنا بقصائده الوطنية من مقاهي باريس وفنادقها وكازينوهاتها كل ما يملك من أدوات ونفوذ للعمل والحيلولة دون عقد هذا المؤتمر في العاصمة الأردنية - عمان - عندما حاول المؤتمرون وبينهم كتاب غربيون استيقظ ضميرهم وحسهم الإنساني وأرادوا بروح علمية متجردة أن يفضحوا زيف هذه الحركة ودفع بعضهم ثمن هذه التضحية كالفيلسوف الفرنسي - روجيه جارودي - والذي لم تتوقف متابعته من قبل المؤسسات الصهيونية العنصرية حتى وهو على فراش المرض وتعرض غيره للضرب المبرح كالمؤرخ الإنجليزي (ديفيد إيرفنج) والذي وصف الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل هذه المأساة والتي كشف أبعادها زيف الديمقراطية الغربية عندما يتعلق الأمر باليهود وصهيونيتهم، يقول الأستاذ هيكل في عبارات واضحة لا لبس فيها - ومعلوم أن الأستاذ هيكل محسوب على التيار الليبرالي في العالم العربي - (ثم أتيح لي أن أرى بنفسي وليس مجرد القراءة - ما حدث فيما بعد للمؤرخ البريطاني المدقق (دافيد إيرفنج) وشاءت الظروف أن أشهد واقعة ضربه ضرباً مبرحاً بينما هو يتناول طعام الإفطار في مطعم (ريكشو) في شارع (سوت أودلي) على بعد أمتار من مقر السفارة المصرية في لندن، ولم يكن السبب أن (دافيد أيرفنج) كتب عن المحرقة النازية، وإنما كان السبب أنه راح يبحث ويتقصى ثم أوشك على ملامسة الحقيقة، ويضيف الأستاذ (هيكل) مصور تلك المأساة التي تعرض لها (إيرفنج) أمام بني قومه الذين لم يكن بمقدورهم الدفاع عنه لأن المعتدين من اليهود، ويحق لهم خرق النظام والاعتداء على حقوق الإنسان التي كفلتها له جميع الشرائع السماوية والقوانين الدولية).
ووسط المحرقة النازية التي يعيشها الشعب الفلسطيني الأعزل في رام الله، وبيت لحم،ومخيم جنين الذي تفحمت فيه جثث الشهداء وانتشرت الأمراض فيه تعمداً من إسرائيل لإبادة هذا الشعب المناضل - وحده - نعم وسط هذه المجازر التي يرتكبها سفاحو إسرائيل من أمثال شارون وموفاز وبغطاء أمريكي واضح، تتحرك النخوة العربية عند (أدونيس) و(إلياس خوري) و(محمد برادة) - المتخصص في رولان بارت والبنيوية التكوينية الماركسية - وغيرهم، يعلنون فيه أن شركاءهم وأصدقاءهم الأشد قرباً إليهم هم الإسرائيليون الداعون إلى السلام مدينين فيه تعرض بعض المعابد اليهودية لاعتداءات وهي اعتداءات لا تصل أبداً إلى مشهد أقدم الكنائس المسيحية كنيسة المهد وتعرضها للحرق والتدمير من قبل الجيش الإسرائيلي النازي المدجج بالسلاح أو الحرق المتعمد لمسجد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - والذي يقف شاهداً حقيقياً على تسامح الإسلام والمسلمين مع أتباع الديانات السماوية الأخرى، فلقد رفض الخليفة الراشد - عمر - أن يصلي في كنيسة المهد عندما حان وقت الصلاة واختط مسجداً للمسلمين حتى لا يزاحم المسلمون المسيحيين في معابدهم ووجود المسيحيين في فلسطين وغيرها من البلاد العربية والإسلامية الأخرى دليل يجب على التيار العلماني في البلاد العربية تدبره. وأن يكون هذا التيار من الشجاعة ليقر بأن المسلمين لم يفرضوا الدين على أحد بالقوة تمشياً مع آيات الكتاب البينات والتي جاء فيها الوحي الإلهي حاسماً لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة: 256).
وخاطب المولى عز وجل المصطفى صلى الله عليه وسلم قائلاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ (يونس: 99) إنه من الخزي والعار في الوقت الذي يعلن فيه الكاتب العالمي (جابرييل جارسيا ماركيز وصاحب جائزة نوبل للأداب سنة 1982م تخليه عن جائزة نوبل تضامناً مع الشعب الفلسطيني واستنكاراً للمجازر التاريخية التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني ضد العزل من الشيوخ والأطفال والحوامل من النساء واللاتي يضعن حملهن في الطرقات وعلى الحواجز تحت تهديد السلطة الإسرائيلية الغاشمة، إنه من الخزي على أدونيس وزمرته مقارنة بموقف ماركيز الشجاع والجريء، تملقهم للغرب والتزلف إليه عن طريق استرضاء اليهود، وكان الأولى بهم أن يوقعوا بيانهم رقم 2 في إدانة الحركة الصهيونية النازية بدلاً من العويل على معبد يهودي قد تكون الصهيونية وراء تخريبه - عمداً - ولكنهم لن يفعلوا ذلك فما يحصلون عليه من الغرب من جوائز يجعلهم يضحون بوطنيتهم ويتنكرون لمبادىء مزعومة ضللوا بها جماهير الأمة على مدى عقود طويلة، ولقد آن الأوان لأن يختفوا من المشهد الثقافي العربي حفاظاً على ما تبقى لديهم من الكرامة - إن كانوا أصلاً يملكون شيئاً منها - كما أن للمؤسسات الفكرية والثقافية في العالم العربي أن تصدر بياناً - مصدره الغيرة على الأمة ومقدساتها وتاريخها - يحرم على هذه الزمرة الفاسدة دخول أي بلد عربي أو المشاركة في أي تظاهرة ثقافية، كما حان الوقت لأتباع (أدونيس) و(درويش) وبرادة (العفيف الأخضر) أن يعودوا لرشدهم ويثوبوا لصوابهم، فلقد ضللوا الأمة وأبناءها بدعاوى العروبة والوطنية والحداثة واليوم قد كشفتهم الأحداث، فليس ما يكتبونه من فكر، أو يبدعونه من أدب، فكيف تقرأ جماهير الأمة فكر الخونة والمتواطئين مع أعداء الأمة والعاملين بكل ما يملكون على إخفاء صوت الحق والعدالة الأزليين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :833  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 346 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج