شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(نادي المدينة الأدبي بين العقيق والآطام)
قامت الدولة السنية بإنشاء العديد من المؤسسات العلمية والحضارية في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم - بحكم موقعها الديني والحضاري والفكري والذي تتوّج بقدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى أرضها مهاجراً فشرفت به سماؤها وأرضها وتنوّرت بضيائه جبالها وأوديتها ولا يزال هذا الضوء يسري في الكون يبدأ من المدينة المنورة ليعم أرجاء الكون ثم يعود إلى مستقره وموطنه وذلك مصداقاً لحديثه صلى الله عليه وسلم إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جُحْرها.
ومن هذه المؤسسات (الجامعة الإسلامية) والتي أدّت رسالة كبيرة في نشر الدعوة في جميع أنحاء العالم الإسلامي والعربي ولقد حان الوقت الذي يفترض أن تكون ضمن خطة هذه الجامعة العظيمة ورؤيتها المستقبلية إنشاء كليات علمية متخصصة إضافة إلى الكليات الأخرى النظرية الموجودة فيها. ومن هذه المعالم مطبعة الملك (فهد) للمصحف الشريف فالمدينة بلد القراءات، وكان يقصدُها طلاب العلم من أنحاء الأرض لأخذ علوم الشريعة ومنها الحديث الشريف، ولقد شدّ الرحال إلى أرضها جميع المصلحين والدُّعاة من أمثال: المشايخ، ولي الله الدَّهلوي. ومحمد بن عبد الوهاب والبشير الإبراهيمي. وشكيب أرسلان، والعربي زرّوق، ومحمود التركزي، ومحمد بن علي التركي - الذي كان من أكثر علماء عصره زهداً وجرأة في الحق.
ولقد أنشأ سمو أمير المدينة السابق - الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز - جائزة تحمل اسم المدينة المنورة، وأصبحت إحدى الجوائز المتميزة لاعتنائها بالثقافة والفكر وتشجيعها طلاب العلم على التلقي في جميع فنون المعرفة الكونية. كما أنشىء في عهده مركز المدينة للدراسات والبحوث التاريخية، وأضحت مجلّته التي يرأس تحريرها الزميل الدكتور عبد الله عسيلان من أكثر المجلات العلمية المتخصصة انتشاراً وعني المركز بنشر الكثير من الوثائق المتعلقة بتاريخ المدينة. ولقد واصل سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز - المسيرة - فكرّم العديد من المفكرين والأدباء من خلال نادي المدينة الأدبي في الجزيرة العربية حيث انطلقت بداياته من أسرة الوادي المبارك والتي ساهم أعضاؤها من أمثال الأساتذة والأدباء: محمد سعيد دفتردار، وعبد العزيز الربيع، و عبد السلام هاشم حافظ ومحمد هاشم رشيد، وماجد أسعد الحسيني، ومحمد العامر الرميح، وعبد الرحيم أبو بكر - رحمهم الله - والبقية المباركة من أمثلة: أساتذتنا الكرام: محمد حُميدة وحسن الصدقي والدكتور محمد العنيد الخطراوي وعبد الرحمن رفّة وناجي حسن عبد القادر الأنصاري ومحمد كامل هجا ومحمد صالح البليهشي، والسيد جعفر سبيه، ودخيل الله الحيدري، وأنور حريري - أطال الله في أعمارهم ونفع بهم - وبالبقية الطيبة من أهل الأرض المباركة.
في زيارتي الأخيرة - أهداني - الأستاذ والمؤرخ ناجي الأنصاري العدد الجديد من ملف العقيق الثقافي والأدبي المحكّم - وحمدتُ للنادي تضمين العدد ملفاً كاملاً عن حياة فقيد العلم والمعرفة، ورئيس تحرير الملف السابق - (الدكتور محمد أحمد الرويشي) 1364 - 1421هـ.
وقد توقفت عند الكلمة التي كتبها ابنه معتز بالله عن والده والتي ذكر فيها كيفية تعامل الوالد الواعي مع ابنه (كل صباح لا أنهض من النوم إلا على جرس التليفون وصوته الحنون يصبح علي ويدعو لي وعند خروجي من الجامعة لا ينام القيلولة حتى يطمئن أنني عدت إلى المنزل) ولقد كان اختيار الأستاذ محمد البليهشي المريد الوفي للأستاذ المرحوم عبد العزيز الربيع لرئاسة تحرير الملف اختياراً مباركاً نهنىء عليه رئيس النادي والمشرف العام على الملحق أ - د - عبد الله عبد الرحيم عسيلان وبقية أعضاء النادي.
كما تفضل الابن والزميل الكريم الأستاذ محمد إبراهيم الدبيسي بإهدائي نسخة من دورية (أطام) والتي يشرف على تحريرها أستاذنا الدكتور محمد العيد الخطراوي، ويقوم المبدع الدبيسي بالمشاركة فيها كنائب لرئيس التحرير والزملاء الكرام عيد الحجيلي، وعبد الحفيظ الشمري أعضاء في هيئة تحريرها، وتضمن الدورية محاور للإبداع والدراسة وأهنىء الأخوة الكرام على اختيار نماذج من شعر الحنين لطيبة الطيبة، وقد لفت نظري النص الشعري لشاعر النهضة العربية الموسوم (الحنين إلى المدينة) والمنشور في العدد الرابع والعشرين من الدورية 11 شعبان 1423هـ اكتوبر - نوفمبر 2002م والقصيدة مهداة إلى رجل الأدب والفكر في بلادنا المرحوم محمد سرور الصبان.
وقد استفادت الدورية من مجلة المنهل - المحرم 1373/هـ في نشر هذا النص الشعري الجميل، وبين يدي الطبعة الأولى من ديوان (الخطيب)، وقد صدرت سنة 1378هـ - 1959/م وتمت الطباعة بـ (دار المعارف المصرية)، وجاء في مقدمة القصيدة في الديوان هذه الأسطر: ص453 - 462) بعث الشاعر - بهذه القصيدة من دار الغرفة إلى رفيق الشباب وزعيم الأدب ونضيره في الوطن الأقدس صاحب المعالي - محمد سرور الصبان وذلك في عام 1373/هـ - 1953/م.
وكان الصبان رحمه الله وفياً كعادته، فلقد ذكر الأستاذ رياض فؤاد الخطيب في مقدمة الديوان بأن الشيخ محمد سرور الصبان بادر - آنذاك (بطباعة الديوان على نفقته وفاءً منه لصديقه الراحل وبراً بالأدب وأهله، وبفضله وتشجيعه قدِّر لهذا الديوان أن يرى النور).
وكما قام أستاذنا الدكتور الخطراوي بجمع إنتاج الرائد في فن القصة محمد عالم أفغاني وتقديمه للدارسين، فإنني أقترح على الزميل الأديب الدكتور عبد الله عسيلان - وهو أهل للوفاء - بأن يقوم النادي بإعادة طباعة بعض كتب (الصبان) مثل (أدب الحجاز) و(المعرض) فما أحوج الناشئة لمعرفة دور الرواد في هذا البلد المعطاء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :914  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 336 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج