شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((دَعْنا نُنصفك قليلاً يا أُستاذ!))
بدأ بَعْضَ الذين كَانوا يجثون على ((رُكَبهم))، وينحنون أمام أُسْتاذِ الأجْيَالِ ((عبد الله عبد الجبَّار)) في الماضي القَرِيب، بَدَأُوا في تَوْجيه سَهام النُّكْران والجُحُودِ للأُستاذ في صَوْمَعتِهِ التي اختارها طوعاً لنفْسه ولقد كفانا الأستاذ الكبير عبد الله فرَّاج الشريف الرَّد عليهم بكُلِّ موضوعية، وأضيف إلى ما قالَهُ الأستاذ (الشريف) إنَّني سمعتُ هذا البعض يقول في الماضي: ((في تاريخنا الأدبي كتابان جَديران بالاعتماد عليهما في قراءةِ الأَدَب السُّعودي، وهما (التَّيارات الأدبية) ل ((عبد الله عبد الجبَّار))، و (الحركة الأدبيةُ في المملكة العربية السعودية)، للدكتور بكْري شيخ أمين - وكان ((شيخ أمين)) زميلاً كريماً وباحثاً أدبياً قديراً في قِسْم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز. لقد قَالَ الحقيقة آنذاك - هذا البَعْض البَاحِث - وآسَفَاهُ - عَنْ الأَضْواءِ بأَيِّ ثَمَن - حَتَّى وَإنْ كَانَ ذلك يَعْني التنصُّل مِنْ رَأْي طرَحَهُ في ماضِيه، أَوْ مَنْهج اعتمدَهُ في سنوات الضّجيج الذي خفتَ فجأةً في غَمْرة التركيز عَلَى الذات ونَرْجسيتها، فذاكرةُ السَّاحة ما زالت تحتفظُ بتفَاصيل فَضيحة - انتهتْ - والتي أصَرَّ هذا البَعْضُ بأنَّها موْضعُ جديد في قصيدة الشَّاعر النَّاشئ - آنذاك - فإذا بالشَّاعر يوجِّه صفعة للرجل الذي استخف بعقول الناس في نادي جدة الأدبي واتهمهم بأنهم لا يعرفون أسماء نُقَّادَ عَرَبَ عاشوا في الولايات المتحدة الأمريكية مِنْ أمْثال إدوارد سعيد وحسن إيهاب ولقد تصدَّى الناقد المعروف - فائز أبّا - لهذا التَّعالي الممجوج، على خلفية تعمُّق ((أبّا)) في الأدب الغربي ولا بُدَّ أنْ أُنصفَ أكاديميين وباحثين يعرفون عَن الأدب الغربي ما لا يعرفهُ هؤلاء الدُّعاةُ، وفي مقدّمتهم: أستاذنا الكبير عابد خزندار الذي كتب (حديث الحداثة)، و ((مستقبل الشِّعْر.. موت الشِّعْر))، و ((أنثوية شهرزاد)) - رُؤيْا ألف ليلة وليلة - وغير ذلك مِنْ إبداعه النَّقْدي المعروف كما أنَّ هناك الباحث الأكاديمي المُجيد للغة الإنجليزية إجادة تَامَّة الدكتور عزَّتْ خطاب والذي قام بترجمةِ كتابِ ((الأدبُ عملية استكشاف)) تأليف لويز روزنبلات))، وله كتاب قيِّم ينمِ عن معرفته بالتَّيارات الأدبية الغربية ومصطلحاتها وهو (مَلاَمِحٌ وصُوَرٌ شعرية)، وله ((قراءة ثانية)) نصوصٌ والذي صَدَر ضِمْنَ سلسلة كتاب الرِّياض ((العدد: 77 أبريل 2000/م)). ويضاف إلى هذين الاسمين اللاَّمعين في معرفة الأدب الغربي معرفة واعية ومتمكنة دون ادِّعاء وحجْر على الرَّأْي الآخر، أوْ تعال ممقوت لا يليق بالعلمْ وأهله - مِنْ تلك النخبة الكريمة، الدَّكاترة، معجب الزهراني، عادل إلياس، عدنان وزَّان، عبد الوهاب الحكيمي، ميجان الرّويلي وعلي جاد وسعد البازعي ونذير العظْمة ونُعيمان عبد الرحمن عثمان، ومحمد الشَّوْكَاني. أمَّا الشاب العصامي الذي يَعْرِفُ عن مقولات ت.س. إليوت النَّقدية وعقدة أوديب في الأدبين العربي والغربي، وغير ذلك مِنْ فنون علم الأدبِ بشِقيه العربيِّ والغربي فهو الزَّميل الكريم الأستاذ عبد الله الحكيم، صاحب الزَّاوية المقروءة في صحيفة (الاقتصادية) والَّتي جعل منها الزَّميل (محمد فرج التُّونسي) صحيفةً مَقْرُوءةً في جميع الأَوسَاطِ الثَّقافية والفِكْرية والاقتصادية والاجتماعية. أعودُ للأستاذ ((عبد الجبَّار)) الذي يقف شَامِخاً في تَاريخنا الأدبي ولا يَلْتفت إلى تلك السّهام الطائشة التي تدل عَلَى أنَّ البعض قد تعمَّق ذاته داء الغرور فلم يستطع التخلّص منه، فكان تنكّره حتى لأولئك الذين احتضنوه في الجامعة التي حلَّ بها ضَيْفاً وللضيافة حقوقها مع أَهْل الدَّار. عبد الله عبد الجبار لم يُقدِّم إسهامه النَّقدي في ((التيارات الأدبية)) والذي لا يُقلِّل مِنْ قيمته أن مؤلفه ألقاه على طُلاَّبه قِسْم الدِّراسات الأدبية واللغوية في مَعْهد الدِّراسات العربية العالمية بجامعة القاهرة - بل يجعل مِنْ مُؤلِّفهِ نَاقِداً تجاوزَ المحليَّة إلى العالمية - دون أنْ يُفقدَه ذلك حُبَّهُ لوطنه وأهْله وعشيرته - فهو حفيٌّ بهم ورَاعٍ لمشاعِرهم وموَّدتهم.. بَلَ تجاوز ذلك إلى جُزْء آخر خصَّصه لِدَراسةِ النَّثْر السُّعودي - وهُو لم يُطْبَع بَعْدُ - ولا بُدّ مِنْ الإشارة إلى أَنَّ دراسةَ الدكتور ((عبد الرحمن الشَّامخ)) عن النَّثْرِ في المملكة السعودية 1900 - 1945م والتي نال عليها درجة الدكتوراه مِنْ معهد الدّراسات العربية والأفريقية بجامعة لندن (SOAS) تُعتبر دَراسَةً رائدةً كالدِّراسة التي قدَّمها شَيْخُ الأكاديميين السعوديين أ.د. منصور إبراهيم الحازمي عَنْ الرّواية التَّاريخية في أدبِ محمد فَريد أبُو حديد وأشرف عليها أستاذي المعروف البروفسور وليد عرفات والذي كان له إسهام كبير في توجيه الدَّارسين لميادين أدبية غير مسبوقة في الدِّراسات النقدية المعاصرة، ومِنْ ذلك دراسة ((سَلْمى الجيُّوسي)) عن التّوجهات والتيارات الأدبية في الأدب العربي الحديث)) Trends, And, Movements, in Arabic, Poetry, E,J. Brill 1977.
وكذلك دراسة الباحث اليهودي الأصْل ((س. موريه)) S. Moreh، عن الأَدَب العربي الحَديث (1800 - 1970م). ولقد سألتُ الجيوسي في دارة الأديب عبد المقصود خوجه عَنْ الفرق بين دراستها ودِرَاسة ((موريه))، فذكرتْ أَنَّ ((مُوريه)) اهتمَّ، فقط - بمُوسيقى الشِّعْرِ العربيِّ الحديث والتطوّر الذي لحَقَ بها، بينما زعمتْ أنَّ دراستَها تناولتْ القصيدة العربية الحَديثة مِنْ جميع جوانبها ((صورة ومَعانٍ وإيقاع)) وقد عتبْتُ عليها أَنَّ دِرَاستها لم تتضمَّن أيَّ شواهدٍ مِنْ شُعراء الخليج العربيِّ، فاعتذَرَتْ بأنها لم تتمكن إبَّان دِرَاستها مِنْ الاطلاع على شَيءٍ مِنْ ذلك، ولم أقتنع بما ساقَتَهُ مِنْ أعذار، وكان ردِّي عليها: لو بحثتِ عن كتاب ((عبد الله عبد الجبَار)) والذي سبق ((الجيوسي)) و ((موريه)) برؤيته النَّقْدية والتَّحليلية الأَصيلة لعرفتِ أنَّ الأدَبَ السعودي لم يكن بمنْأَى عَنْ تجسيد مشاعر الأمة الوطنية والإسلامية شِعْراً ونَثْراً. لم يكتف أستاذُنا ((عبد الجبَّار)) فيما كَتَبَهُ عن النَّقْد في التَّيارت الأدبية، بَلْ تَعدَّاهُ إلى نَقْد ((مرصاد)) الأديب الكبير والشاعر المعروف السيَّد إبراهيم فيلالي، ودَعَا عبد الجبَّار عَمَلَه (بمرصاد المرصاد) (أنظر، المرصاد: ومرصادُ المِرْصاد، ونقدُ المرصاد، النَّادي الأدبي بالرِّياض، 1400/، تقديم د. يحيي ((ساعاتي)) ونجده يكتبُ مقدِّمةً لواحد مِنْ أهم كتب الأدب الشَّعْبي وهو ((كيف كُنَّا)) للأستاذ المرحوم عبد الله الخطيب، وقد كتب أستاذُنا هذه المقدِّمة في عام 1374هـ - 1955م بالقاهرة، ومِمَّا وَرَدَ في هذه المقدِّمة ((وهذه الذكريات تذكِّرني)) بأرنست رينان - الكاتب الفرنسي المعروف، حين أثقلَتْ الشَّيخوخةُ كاهلَهُ، فلم يجد - بُدًّا - إلاَّ أنْ يبعثَ بخطابٍ إلى المدْرسة الابتدائية التي كان قد تعلَّم فيها قبل ستيِّن سنة، ويطْلُبُ منه أَنْ يَأْذَنَ له بزيارتها كي يَرَى الفَضْلَ الذي تعلَّم فيه حرُوف الهجاء، والغناءَ الذي لعبَ فيه مع أقْرانه، كيْ يَلْمَسَ جُدْرانَها التي تمسَّح بها، ويُصلِّي في إحْدى غرفها عَلَى اختلاء، صلاة الحب والذكرى لتلك الأيام الماضية)).
كما كتب ناقدُنا الكبير مُقدِّمة الكتابَ النَّثري للأديب الكبير حمزة شحاته والموسوم ((حمادُ حمزة شحاتة)) والصَّادر عَنْ دار المريخ 1397 - 1977م، ومُقدَّمة ديوان الشعر الوطني والوُجْدَاني السَّيد إبراهيم فيلالي الموْسُوم (طيورُ الأبابيل)، أمَّا مُقدّمته لكتابِ الشَّاعر والنَّاقد الأستاذ عبد اللَّطيف السَّحرتي ((1902 - 1983)) (الشِّعْر المُعاصر في ضَوْءِ النَّقْدِ الحديث) وكان السَّحرتي رحمه الله زميلاً للأُستاذِ عَبد الجبَّار في مَعْهدِ الدِّراسات العربية، فهي بحق تُشكِل مَنْحَى نَقْدَياً هاماً جديراً بالدِّراسات، أين أنتَ أُيُّها المتقلِّب في دَهْرِكَ مِنْ هذه القمِّة الشامخة ((عبد الجبَّار)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :833  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 324 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج