شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التاريخ الإسلامي وَصلتهُ بالآثارِ النَّبوية
أنفقت حكومة خادم الحرمين الشريفين على توسعة المسجدين الشريفين ما لم تبذلُهُ أي حكومة أخرى في التاريخ، إضافةً إلى إعمار المساجد الأثرية حفاظاً منها عَلَى كل ما يتصِلُ بالإسلام وحضارته وآثاره التي لا تَبْلَى مع الأيام والدُّهور وتَذْكيراً للأجيال الناشئة بتاريخها الإسلامي الممتلئ سماحةً ومحبَّةً ومودَّة وعَدْلاً وَوَفاءً، كما قامت هذه الدولةُ السَّنيةُ - رعاها الله - بإعمار المسجد الأقْصَى قبل حرب 1967م، فكان لها فَضْل الحفاظ على المساجد الثلاثة التي لا يجوز شَدُّ الرِّحالِ لسواها.. واقتَضَتْ توسعةُ المسْجدين الشريفين في مكَّة المكرمة والمدينة المنورة إضفاء بَعْض الآثار الإسلامية التي ترتبط بكثير مِن الأحداث الهامة في تاريخنا المجيد، وهي تُمثِّلُ جزءاً هاماً مِنْ تاريخ الحضارة الإنسانية فَدِينُ الإسلام هو الدِّين الذي ختمَ به الرِّسالات، وكانت رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، موجَّهة لجميع الأمم وليس للعرب وحدهم، فهو الدِّين الذي يَدْخُلُ فيه الناس أَفْوَاجاً ولا يخرج منه إِلاَّ مَنْ أُصيب بظُلمة في عَقْلِهِ وقَلْبِهِ - نَسْأل الله أنْ يحفظ علينا دينَنا الذي هو مِنْ أجلِّ النَّعمِ وأَعْظمها وأَسْماها. فهناك في المدينة ، ومِن النَّاحية الجنوبية - تقعَ دَارُ أَبي أَيُّوب الأَنْصاري - رضي الله عنه - التي آوتْ المصطفى صلى الله عليه وسلم عند قُدومه إلى المدينة مهاجراً مِنْ مكَّة، ثم يَأْتي مَوْضِعٌ آخرٌ ذهَبَ لصالحِ التّوسعة الميدانية سنة 1383هـ وهو موقع سقيفة بني سَاعِدَة التي َرُوِيَ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جَلَس فيها وقدَّم له فيه الصحابي الجليل سعد بن عبادة - رضي الله عنه - لبناً مخيضاً فشربَه، وهو المكان الذي شهد أوَّل مجلس للشورى الإسلامية بين المُهاجِريَن والأنصار، وبُويع في هذا المجلس سيدّنا وأبو بكر الصدّيق - رضي الله عنه - خليفةً للمُسْلِمين بعد أنْ لحقَ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم بالرَّفيق الأعْلَى. ويذكر السَّيد علي حافظ في كتابهِ (فصولٌ مِنْ تاريخ المدينة المنورة) - والذي كان رَئيساً لبلدية المدينة في الحقبة التي نُزعتْ فيها ملكية مثلّت السُّلطانية - حيث مَوْقعُ السَّقيفة - وكان نَزْع الملكية كما يذكرُ المؤلِّفُ لهَدفٍ سامٍ وهو ((أنْ تُبْنَى فيه مكتبةٌ عامَّةٌ نابعة للبلدية ومسجدٌ، وعلى أنْ تَشْملَ المكتبة قاعة كُبرى تُسمَّى سقيفة بني سَاعِدة، ولقد تَمَّتْ الموافقة السَّامية واعتمدتْ المبالغ اللاَّزمة للمشْروع، وأُزيلتْ المباني ولم يَبْقَ إلاَّ تنفيذ المشْرُوع)) ((فصول مِنْ تاريخ المدينة، ص 197 - 199). ثم بئر ((أَدِيس)) أو بئرِ ((الخَاتمِ)) نِسْبةً إلى خاتم النبي صلى الله عليه وسلم والذي سقط فيها مِنْ يد الخليفة الرَّاشد سيدنا عثمان بن عفَّان رضي الله عنه وكان موقع البئر أمام مسجد قباء وهو أوَّلُ مسجدٍ في تاريخ الإسلام.
إذا كانت هذه المواقع قد أُزيلتْ لِصَالحِ التَّوسعات الكبرى لمسجد النَّبي صلى الله عليه وسلم أو مَسْجد قباء وغيره، فلا أعْلَمُ ما هو الدَّاعي لهدم مسجد بني قريظة؟ كما علمته مِنْ بعض الأخوة في المدينة - وهو المسجد المذكور في حديث الصَّحيحين عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - حيث قال نَزَلَ أهْلُ قٌريظة على حُكْم سَعَد بن معاذ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد، فأتى عَلَى حمارٍ فلما دَنا - قريباً - مِنْ المسْجد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنْصار قُومُوا إلى سيِّدكم أو خيْركم ثم قال: مُخَاطِباً سَعَداً إِنَّ هؤلاءَ قَدْ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِك فقال: (سعد) رضي الله عنه مجيباً النبي صلى الله عليه وسلم - تقتلُ مقاتلتَهم وتُسْبي ذُريَّتهم. وإنني لأتساءَل: هَلْ تمَّتْ إزالة هذ المسجد الذي كان مِنْ المساجد التي عَمَّرها الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز عندما كان والياً على المدينة في عَهْد الخليفة الوليد بن عبد الملك، هل تَمَّتْ إزالته بعلْم المسؤولين الذين هم أَشَدُّ النَّاس حِرْصاً على تاريخ الإسلام وآثاره الصَّحيحة والمرتبطة به ارتباطاً وثيقاً؟ أم أنه اجتهاد مِنْ بعض طُلاَّب العلم؟ إنَّنا لنأَمَلُ أنْ يقوم أمير المدينة المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز - حفظه الله - بإنْشاء إدارة خاصَّة بآثار المدينة وتكون برئاسة سموه للنَّظر في الوسائل التي يمكن بها الإشارة الواضحة وليست المُبْهمة للآثار التي ذهبتْ لتوسعة القصْر الكُبْرى كَدَارِ أبي أَيُّوب وسقيفة بني ساعدة وبئر الخاتم وغير ذلك، كما نتطلَّع لإجابةٍٍ كريمة مِنْ رَجل العِلْم والفَضْل والمعروف عنه سعة الأُفق وعمق المعرفة، وشَمَائل الحكمة والتَّروي والتعقُّل معالي فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية - فيما يتّصل بالوضْع الذي آل إليه مسجد بني قريظة، والوقوفُ بنفْسِهِ - حفظه الله - عَلَى كُلِّ ما يتصلُ بهذا الأمْر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :718  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 295 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.