شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العُرُوبةُ أَصْلُنا والإسْلاَمُ دِينُنا
كُنَّا في زَمنِ الطفولةِ حَيْثُ نشأْتُ في بَلَدِ المُصْطفى - صلى الله عليه وسلم - نفرحُ بقدومُ شَهْر رمضان المباركُ فرحاً نُعبِّر به بطُرق شَتَّى ولكنَّها بريئةٌ وصادقةٌ، هذه المدافع تُؤْذِنُ بدخُوله تَنْطَلِقُ مِنْ جبل ((سَلْع))، وهذا المصباحُ الأَحْمر يضيء مِنْ المنارةِ الرَّئيسة في مَسْجدهِ - صلى الله عليه وسلم - ومع أنَّ اللَّون أحمر إلا أنّهُ مِثْلَ الضوءَ الأَخْضر للإنسان الحادّ البَصَر الذي يقوم بإطلاق المدفع عند رَفْعِ الأَذان نَديًّا مِنْ جوارِ مَثْوَى الخَلْق وسيّدهم وشَفِيعهم - عليه صلواتُ الله وسلامه..
اليوم وقد دخلنا زَمَنَ الكهولة ومع تغيّر أحوال الدنيا أَضْحينا نفرح بالقليل؛ فهذا صديقٌ يأْتي صوته عبر سمَّاعة الهاتف ليقول على عجلِ ((كُلّ عام وأنت بخير!)) وتقول في داخلك هذا إنسان فيه خَيْرٌ، أوْ أَنَّهُ قادِمٌ مِنْ زمَنِ البراءةِ والصَّفاء..
وفرحتي الكبرى مع بداية هذا الشهر المبارك في كل عام هي التهنئة الصادقة التي يدفع بها المفكِّر الكبير السَّيد أحمد زكي يماني لأصدقائه، ولقد عرفتُ أبا ((مَيْ)) وهُو يجلس على كُرْسي الوزارة وبعد أنْ غادَرَها وقد خَدَمَ دينه وملته ووطنه وأُمَّته فلم تغيِّرهُ أحْوَالُ هذه الدَّنيا كما تُغيِّرُ البعض فهو حفيٌّ بهم يسأل عنهم مِنْ لندن، وجُنيف، وبُوسطن، ويحتضنهم في هذا البلد المعطاء حُبًّا صادقاً، وإخاءً كريماً، وهذا ليس بغريب على ابْن شَيْخنا السَّيد حَسَن يماني.
في تهنئته التي يجد فيها العَقْلُ والفكرُ نُزْهَتُه ومُتْعَتُه طرَحَ مفكّرُنا هذا العام أسئلةً لم يجب عنها حول العمل الإرهابي الشَّنيع الذي وصفه بالعبارة التالية ((إنني أجرّمُ ما حَدَثَ في الحادي عشر مِنْ سبتمبر بمدينتيْ ((نيويورك)) وواشنطن بوصْفه عملاً ضِدَّ الإسلام لا ينبعُ منه ويتعارَض مَعَ تَعَاليمهِ)). ثم يدخل أستاذُنا إلى جَوْهر الحَدَث المأساوي بهذه الحيثيَّة: ((ولكن الذي يتضِح للمراقب المحايد المتجرِّد مِنْ عاطفته ويفكّر بِعَقْلِهِ أنَّ هناك جِهةً أوْ أكثر عرفتْ بالجريمْةِ قبل وُقوعها وقامَت بتصرُّفاتٍ تَدلُّ عَلَى مَعْرفتِها)). ولا يتوقَّع أستاذُنا الكريم مِنْ الجهات المسؤولة عن التحقيق أنْ تسمح لجميع الحقائق بالظهور. ومِن الأمثلة التي يطرحها صاحب التَّهنئة الرَّمضانية المتميزة:
المثال الأوَّل: يتعلَّق بجماعة غير معروفة دخلتْ سُوقَ البورصة في ((نيويورك))، واستخدمتْ وسيلةَ البَيْع المُسمَّى (Puts, option) لأسهم شركات الطيران وشركات التَّأمين، وذلك قُبيل الحادي عَشَر مِنْ سبتمبر.
المثال الثاني: يتعلَّق بخمسْة مِنْ الرِّجال اليهود الذين صَعَدُوا بآلاتِ التَّصوير إلى سَطْح عمارة تُشْرِف مِنْ بَعيد عَلى البُرْجين المُسْتهدفَيْن. وَيُذكرُ مُفكِّرنا الكبيرُ أَنَّ صَحيفةً أمريكيةً اسْمُها (الوثائقُ (The records) تَصْدُرُ في ولاية ((نيوجرسي)) انفردتْ بذكْرِ الواقعةِ واستطردَتْ تقول: إنَّ الخمسة أصابتهُم لوْثَةَ فَرحٍ وسُرُور. وعندما سألتهم الأجهزةُ المختصةُ عنْ سَبَب فرحتهم أَجَابُوا بأنَّ الشَّعْب الأمريكي يذوق - الآن - طعم الإرهاب الذي يُعاني منه الإسرائيليون مِن الفلسطينيين. ويضع أستاذنا علامة تعجب بعد العبارة التي نطق بها هؤلاء الإسرائيليون فما يحصل مِنْ الشعب الفلسطيني هو مقاومة في وجه إرهاب الدَّولة. وقد أفرجت السُّلطات عن هذه الثلة الإسرائيلية التي كانت تَعَمْلُ في شركةِ نَقْل مُعظمُ مُوظفَّيها مِنْ الإسرائيليين. ويُقارنُ السَّيد زكي يماني هذه الأريحية مع اليهود بما يَحْصُلُ للمُسْلمين فيقول: ((وأنا أعلم أنَّ العربيّ المُسْلم بأمريكا ولمجرّد الاحتمال بضُلوعه في الإرهاب يقبضُ عليه ويُودعُ المُعتْقل محروماً مِنْ أبْسط الحقوق في الاتصال بمُحَامٍ رَغْم أَنَّهُ في بلد الحريَّة والدّيمقراطية)).
لقد بقي الكثيرُ مِن التساؤلات التي طرحُها كَاتِبُنا الكبيرُ دون تحديد إجابة عنها، وكان ينقل معلوماته مِنْ مصادر أمريكية مُوثَّقة مِنْ بينها صحيفة (الوثائق) القليلة الانتشار. وهي صحيفة كما يذكر كاتبُنا الموضوعي تَحظى باحترام قُرَّائِها ودقَّةِ مَعْلُوماتها، ولكن ما يَدُعو إلى الدَّهشةِ أنَّ أخْبَارَها لا تتعدَّى نطاق قُرائها، وتُغْفلُها جَمِيعُ الصُّحف ومَحطاتُ الإذاعة والتلفزيون الأمريكيّة.. ويختمُ ((السَّيد زكي يماني)) تهنئته الموضوعية والهادفة والموثقة بما وصف ((بأنَّه هجوم إعلامي مُكَثَّف على المملكة وهو لا شَكَّ يَجِدُ دَعْماً وتوجيهاً مِنْ صقور السِّياسة وهدفُهُ الحقيقي هو الهَدمُ وليس الإصلاح، والضَّغْطُ للحصُولِ على المُسْتحيل وهم في حملتهم جملةٌ واهمونٌ يَلْعبُون بالنَّار التي تحْرقهمُ وتهدمُ اقتصادهم ويدفعُ ثمنها شعوبُ العالم كافَّةً)). مُضيفاً رعاه الله أنَّ ((بلادنا العزيزة بمثابة القلب يضخُّ لاقتصاد العالم المتردِّي - حالياً - الدِّماء إلى شَرايينها ويبعثُ فيها الحياةَ))، مُضِيفاً ، جَزَاهُ الله خَيْراً - ((أنَّنا لنْ نَخلع رداءنا ونغيّر سحنتنا فالعروبة أصْلُنا والإسْلامُ دينُنا)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1421  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 294 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.