شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رجل الإحسان.. هليل العبيري
ـ ينفتح باب البقيع في طيبة الطيبة، في بلد الحب والأمان، وتحتضن تربته الزكية كما احتضنت منذ اليوم الذي دفن فيها أخ المصطفى صلى الله عليه وسلم من الرضاعة سيدنا عثمان بن مظعون رضي الله عنه فهو أول من حظي بهذا المرقد الكريم، نعم ينفتح الباب وتهب النسمات الندية، وتطأ الأقدام في أدب وخشوع، وترتفع الأكف في تبتل وسكون لتلحد رجلاً من رجالات البلد الطاهر، الشيخ ((هليل خليل العبيري)).
ـ لقد شهد والدي - رحمه الله - أصدقاءه يتساقطون واحداً بعد الآخر وكان منهم الشيخ خليل الذي كان يسكن في حي قباء وبنزلة المغيسلة، كأني به يطلب مني أن أصحبه لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نسير خلف الأجساد المنطلقة من ((باب جبريل)) لمثواها الأخروي.
لقد ذرف دمعة في الربوة على: يوسف صيادة، وعلي كاموخ، وعباس حماد المنفلوطي، وعثمان أبو عوف، وإبراهيم شاكر، والشريف يحيى بن حمود.
ـ واليوم وقد لحق ركبه بركبهم، وانطوى شراعه كما انطوت أشرعتهم، وصعدت الأرواح منهم إلى بارئها، فإن واجب المودة الصادقة التي كانت تقوم بينه وبين الرجال من قبيلة حرب هناك في الفقرة، وعرقوس، والمسيجيد، ووادي الصفراء، وأم ذيان، على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن، هذه المودة، وذلك النسب المتصل بخؤولة أعتز بها، ولا أتطاول من خلالها على أحد ومعرفة وثيقة بآل ((العبيري))، تدعوني لأحمل اليراع لأرثي به رجل الفضل والإحسان الشيخ ((هليل بن خليل العبيري))، لن أنسى قوله لي، كان والدك يطرق بابي، ويخاطبني مبتسماً ألا تعرف يا أبا عزيز أنني صديق والدك؟ فأحني رأسي خجلاً، وكنت أعلم أنه - أي العم هليل - واحد من الذين يضمهم المجلس في الزاهدية، فلقد ضرب هو وابن أرومته الشيخ حامد العبيري، المثل في الوفاء للمحبة، ومواساة الناس، وتفقد ذوي الحاجة، وكان مجلسه في حوش ((منصور)) يعج بالفقراء والمساكين، ينفق - رحمه الله في خفاء، ويبذل في غير تصنع، ويبتسم في وجوه القوم عرفهم أو لم يعرفهم، وعندما زرته في جدة في منزل أبي عادل، دنوت من مجلسه فدعونا رب العزة والجلال وصلينا على خاتم الأنبياء والمرسلين، عليه صلواته وسلامه، وودعت أبا خالد فإذا هو يمسح دمعة تنحدر على ذلك الوجه المضيء بنور الإيمان، وودعني ابن أخيه زميلي سعود بن حميد حميد العبيري، فإذا أنا أمسك بمقود مركبتي، وتأخذني العبرة فأجهش بالبكاء كبكائي وأنا أدون هذه السطور في حق رجل، عاش كريماً، ومات كريماً وخلف لأبنائه الذكر الحسن من بعده.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :3205  التعليقات :1
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 293 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج