أنثروبولوجيا (جيمس فريزر) وشكلانية (ليفي شتراوس) من منطلق نقدي أوروبي |
أجرى الأستاذ عبد الرحيم الرفاعي حواراً مع المستشرق الفرنسي المعروف ((جاك بيرك)) قبل وفاته بعدة أسابيع ونشر في الصفحة الثقافية بجريدة الشرق الأوسط 16/8/1995م
(1)
. وقد كان حديث ((بيرك)) يحمل نصائح عدة لكثير من الكتاب العرب الذين ينظرون إلى ثقافتهم وتراثهم بشيء من الازدراء بينما يُعْلون من شأن الثقافة الغربية. ولقد ربط ((بيرك)) بين المشاكل الاجتماعية الموجودة في الغرب وما يترتب على ذلك من تأثيرات ثقافية.. يقول بيرك: ((مجتمعاتنا الغربية تعاني من الترهل في الكائنات والأشياء، ولهذا فكثير من مشاكل الغرب تبدو أوضح لأنها وصلت إلى نقطة المأزق أو عدم القابلية للمزيد من الحلول التي استنفدت)).. وعن فقدان العامل الروحي وأثره على المجتمع الغربي وثقافته يذكر ((بيرك)) : ((لقد انتهت مراحل الاستغلال والاستعمار، ونهب الثروات وحلت - الآن ساعة الحقيقة ومواجهة المشاكل التي تتكاثر وتنهال فما إن تُحَل واحدة حتى تهل أخرى وهكذا، انظر مثلاً إلى المشاكل الخاصة بالبطالة الآن وما لها من تأثيرات ثقافية، وهذا يكلف مجتمعاتنا الصناعية الشيء الكثير، وها هي أمام أعيننا تصاب بالجدب المادي والروحي، فالتكلفة عالية جداً)) . |
وعندما وجه الأستاذ الرفاعي سؤالاً عن مدى حاجة ثقافة بلدان العالم الثالث إلى نظام جديد، كانت إجابة ((بيرك)) في منتهى الوضوح: إن المثقفين العرب يخطئون الطريق إذا ما تخلوا عن ثقافتهم المحلية وأنه يجب ألا يعلقوا الآمال الكبيرة على الجوائز العالمية التي كشف ((بيرك)) عن دوافع منحها بين الحين والآخر لبعض الكتاب والمثقفين العرب. كما قال ((بيرك)) : ((إن الاهتمام بالثقافة المحلية هو الطريق نحو التخلص من التخلف الثقافي، ونبذ السعي وراء ما يسمى بـ (العالمية) فالعالمية تأتي عن طريق اللهاث وراء اصطناع شيء بعيد عن واقع البلد الذي يعيشه المواطن والمثقف والمنتج). |
الأستاذ ((الرفاعي)) ناقش مع الباحث ((بيرك)) الجوائز التي تمنح لبعض الكتاب العرب كجائزة ((الغونكور)) وهي أبرز الجوائز الأدبية في فرنسا وغيرها من الجوائز العالمية، فنجد الرجل الغربي يتحدث بصراحة متناهية عن حيثيات منح هذه الجوائز فيقول ((بيرك)) : أما الاعتراف العالمي بثقافة العالم الثالث - إذا حدث - ثفسيكون بمثابة جائزة للتعويض عن المهانة التاريخية الطويلة، فضلاً عن زيادة المهام في الحاضر. فهناك أمم عديدة تسعى بطريقة أو بأخرى نحو صبغ التنمية بالنزعة الثقافية والأخلاقية)) . |
ولعلّه من المفيد أن نشير إلى أن الملاحق الأدبية في صحيفتي (لوفيغارو) و(لومون) الفرنسيتين فتحت قبل سنوات قليلة نيران النقد اللاذع على ما أسمته بـ (قبيلة الغونكور)
(2)
. |
ويتركز النقد الموجه إلى هذه الجائزة وجوائز فرنسية أخرى، مثل: (رينودو) و(ميدسيس) و(فيمينا) و(انتيراليا) في أن دُور نشر معينة، وهي (غاليمار) و(غراسية) و(سوى) هي التي تحظى بنشر الروايات الفائزة وذلك لأن هناك ارتباطاً قوياً بين الأعضاء القائمين على منح الجائزة ودور النشر التي أتينا على ذكرها. فبعض هؤلاء الأعضاء ينشر إنتاجه الأدبي فيها وبعضهم يعمل مستشاراً في أقسامها الأدبية المتخصصة، بينما يحتل قسم منهم موقعاً إدارياً فيها. |
وقد هاجم ((بيرك)) ، في حديث له مع مجلة ((الوسط)) العربية التي تصدر من لندن، الأسلوب الذي استخدمه ((سير جيمس فريزر))
(3)
(Sir, James Frazer) 1854-1941م، في كتابه المعروف (الغصن الذهبي) دراسة في الأديان المقارنة. (The Golden Bough: A Study in Comparative Relgion "1890") في دراسات المجتمعات غير الغربية - دراسة عقائدية واجتماعية - لكن ((فريزر)) كما يذكر ((جورج واطسن)) (George Watson) لم يكن موضوعياً في دراسته التي نأى بها عن المجتمعات الغربية وجعلها تنصب على من يدينون بديانات أخرى غير المسيحية، كما استثنى منها البنيويين الذين يتوهمون أنهم أسمى من أن تتعرض سلوكياتهم لمثل هذا المنهج الذي طبقه - بازدواجية واضحة - كل من ليفي شتراوس، وسير جيمس وجورج فريزر)). |
يقول واطسن: ((وتشترك حجج فريزر، وليفي شتراوس في صفة هامة وهي أنه يكفي أن نعرض لمحظور في الأكل أو العلاقات الزوجية، أو لعقيدة دينية بالتحليل المقارن لكي نجعل هذه الأشياء غير قابلة لأن يعتنقها العقل المتمدن الراقي. لقد كانت البنيوية دائماً عقيدة راقية بكل ما في هذه العبارة من غرور وتعالٍ إذ قدمت لمعتنقيها إحساساً بالثقة وبأنهم أسمى من أن يرتكبوا تلك الحماقات التي توجد في سلوك القبائل النائية والأمم المتخلفة التي يدرسونها من بعيد، وكانت بديلاً راقياً لمبدأ تفوق الرجل الأبيض في القرن العشرين. ولكي ندرك صحة ذلك ما علينا إلا أن نتصور مقدار دهشة ((فريزر)) وكان أستاذاً بجامعة ((كيمبردج)) لو اقترح أحد عليه أن يطبق أسلوبه في التحليل على طريقة الحياة الأكاديمية في كيمبردج، ومقدار دهشة ليفي شتراوس الأديب الباريسي لو أقترح عليه أحد أن يحلل عالم الأدباء المحترفين متبعاً في ذلك منهجه نفسه، حقاً إن مثل هذا الاقتراح له إمكاناته الكوميدية، ولكن ليس من المرجح أن يتتبع أحد هذه الإمكانات خارج ميدان الصحافة الفكاهية. فالمحرمات، مثلها في ذلك مثل الخرافات، من الأشياء التي لا توجد إلا عند الآخرين، فالبدائيون يفعلون هذا، والبرجوازيون يفعلون ذلك. أما البنيوي فمن المقصود أن يشعر، وهماً، بأنه أسمى من كل ما يفعله هؤلاء. وهذا الافتراض بالسمو الوهمي للبنيوي هو في رأينا افتراض لم يكتسبه عن جدارة
(4)
. |
يطلب الناقد الإنجليزي الكبير ((واطسون)) بإنصاف الحضارات الأخرى، والابتعاد عن الأوهام التي نتجت عن افتقاد الحيادية في المناهج التي يستخدمها الألسنيون، كما أدت إليه تلك الهالة الوهمية التي أحيطت بالفلسفة (البنيوية) إبان ظهورها في فرنسا. |
يقول جورج واطسون، عن اقتناع ووعي كبيرين بأهمية النقد الصادق: ((لقد آن الأوان أن يقوم رجل ويدافع علناً عما في الحضارات التي ندرسها من صدق المحتوى، تلك الحضارات التي نهيب بالشباب أن يدرسوها. فلا يزال موقفنا هذا من الأمور التي لا يسهل قبولها الآن، ومن الحواجز التي تقف عقبة في طريق قبوله، ولع الناس بأشكال الأسطورة، وبتراكيب الأحاسيس، بحيث تستحوذ بنية هذه الأشياء على عقولهم استحواذاً كاملاً والذي يجعله حاجزاً في نظرنا هو فرط اهتمامه بالتركيب، أو البنية، وإصراره على استخدام ألفاظ مثل ((الأسطورة)) و((الإحساس))
(5)
. |
ويبدو أن موقف النقاد الإنجليز السلبي من البنيوية وما يترتب عليها من أفكار، ومحاولة تشويه تراث الأمم الأخرى بتطبيق المنهج البنيوي الأسطوري، إنما يعود للموقف الإنجليزي العام من التوجه اليساري، سواء كان ذلك في شكل سياسي أو فكري. وإذا كانت البنيوية لم تطرح نفسها سياسياً إلا أنها كانت تنطوي على جوانب أساسية قد لا تظهر هذه الجوانب ظهوراً مباشراً أو تضيع في تعقد المناقشات وتشعبها، لكن تأثير ((البنيوية)) في العديد من المجالات الثقافية لا يقل عن تأثيرها السياسي. فلقد زودت البنيوية في بدايتها اليسار الفرنسي بنظرية شبه سياسية، نظرية لم تتناقض مع التوجه الاشتراكي لهذا اليسار ولكنها تباعدت به عن التورط المباشر في الماركسية
(6)
. |
وإذا كان الدارسون الغربيون لا ينفون تلك الصلة العميقة بين البنيوية - كمنهج فلسفي وليس مذهباً أدبياً نقدياً إجرائياً كما يحاول بعض الكتاب العرب أن يوهمنا بذلك - وبين التوجهات اليسارية المرفوضة في كثير من بلدان العالم الغربي، - في الحقبة التي ظهرت فيها الفلسفة البنيوية، فإننا لن نصاب بدهشة أو استغراب عندما نقرأ هذه العبارة لناقد إنجليزي كبير حين يقول: ((ليس النقد الإنجليزي - الأمريكي مستعمرة من مستعمرات باريس)) ولذلك فلم يتحول الكثير من نقاد العالم المتحدث بالإنجليزية إلى ((البنيوية)) في الخمسينيات والستينيات، على حين أن أولئك الذين اعتنقوا البنيوية لم ينتجوا أكثر من مؤلفات قدموا فيها أفكار أساتذتهم من باريس. وعلى الرغم من أن البنيوية هي الآن مدرسة ميتة لا تظهر إلا في هيئة أشباح لنظرية، فإن بعض هذه الأشباح لا تزال تتردد على التراث النقدي بشدة تستحق المناقشة وهي - غالباً - تقلل من شأن عقلانية الإنسان
(7)
. |
كشف النقاد الإنجليز بأن رفضهم للمنهج ((البنيوي)) إنما هو ناتج من استخفاف ((البنيوية)) بالعقائد الدينية البشرية. فكل ما جاءت به هذه العقائد إنما يتحول لدى البنيويين إلى أسطورة لا معنى لها. ومن هنا جاءت نداءاتهم التحذيرية بأن الاهتمام بالعقائد البشرية لا بد من أن يؤدي في نهاية الأمر إلى التقليل من شأن هذه العقائد فليس بوسع من له اهتمام جاد بما في الالتزامات الدينية وغيرها من صدق وكذب أن يهتم أولاً بما تؤلفه هذه الالتزامات من أنماط وتماثلات. فلم يؤمن الناس كما آمنوا، ولم يعيشوا ويموتوا من أجل إيمانهم لكي ينظر أحفادهم إلى معتقداتهم نظرة جمالية مستعلية، كما لو كانوا لا يجدون فيها شيئاً أهم من مجرد نمط في سجادة أو أشكال في نسيج تطريزي لقد كانت البنيوية ساحة للعب ليس أكثر في نهاية الأمر. ويزداد ذلك وضوحاً عندما ننظر إلى اهتمامها - أي البنيوية - السائدة بالأسطورة
(8)
. |
ويمضي الناقد ((واطسون)) في تحليل أعمق للمذاهب الشكلية وقي مقدمتها البنيوية قائلاً: (هناك مواضع شبه كثيرة بين البنيوية وبين النزعة الشكلية في القرن الثامن عشر التي اختصرها وردز ورث))
(9)
(William ((1770-1850)) Wordsworth). باعتبارها ضيقة الأفق ومجانبة للحق، ويشتم فيها رائحة المكتبات الخاصة، فهي عاجزة عن أن تدرك أن الشعر كما قال ((وردز ورث)). ((هدفه الحقيقة)). ولا يقصد بذلك أنه يستهدف مجرد إحساس واهن بالإخلاص أعجزه الوعي المزيف وإنما يستهدف الحقيقة ذاتها. إن إدراك ((وردز ورث)) هذا في غاية الخطورة لحيوية الأدب ولاحتفاظه بسمته الطيبة، ولكنه إدراك ثبت أن البنيوية قد عجزت عادة عن بلوغه
(10)
، ولهذا حذر ناقد يجمع بين الثقافتين العربية والإنجليزية وهو الدكتور محمد مصطفى بدوي، من مخاطر هذه الشكلية التي شاعت في الغرب في العقدين الماضيين، وبدأت تنتقل إلى العالم العربي، أو في بعض أجزائه على الأقل، ولاسيما في شمال أفريقيا. وكان الباعث على هذا التحذير الواعي بالخلفية الحضارية والثقافية، لكل من الأدب الغربي والأدب العربي، هذا الباعث هو أن الشكلية المتمثلة في نظريات ((كالبنيوية)) سبق أن تجاوزها الأدب العربي في مسيرته الطويلة، فمجرد التفكير في تطبيقها أو محاذاتها في أي صورة من الصور هو عامل جمود لا تطور، وباعث تعثر لا تقدم، كما يحاول البعض أن يوهمنا به من دون أدنى دراية بتطور الأدب ومناهجه النقدية. ويوضح د. بدوي هذه الحقيقة في عباراته التالية: ((بل نحن نرى - أي في المذاهب العربية الشكلية - أنها أخطر علينا نحن العرب مما هي على الفرنسيين أو الأمريكيين أو الأوروبيين بعامة، فالشكلية والذاتية والإغراق في المصطلحات الفنية في الدراسات الأسلوبية ليست بالغريبة على تراثنا النقدي العريق، وعلى حين أن الذاتية لم تتطور وتتعقد، بل ظلت تنحصر في أحكام شخصية على شيء من السذاجة؛ فإن الشكلية والمصطلحات الفنية تطورت تطوراً بالغاً ونتج منها تراث نقدي عظيم، سرعان ما تحول إلى تراث بلاغي عقيم. ولا يزال بعضنا على الأقل يذكر تضخم المصطلحات البلاغية من بداية نشأتها إلى أن تصل إلينا كمحسنات لفظية صرفة تعلمناها في مدارسنا على نحو آلي وطلب منا التعرف عليها في النصوص على نحو آلي أيضاً، ولذلك فالعودة بنا إلى هذا الموقف الشكلي التصنيفي المجرد مهما كان مقنعاً في أحدث الأزياء ستكون وبالاً على نقدنا وأدبنا معاً
(11)
،
(12)
. |
ولا يقف الناقد ((بدوي)) عند توضيح الأثر السيّئ للشكلية على الأدب وفنونه، بل إنَّه يدعو إلى مناوأتها والوقوف أمام تسلُّلها إلى دائرة النقد الأدبي المعاصر صراحة - وهو الأستاذ بجامعة الإسكندرية سابقاً والأستاذ بجامعة أكسفورد حالياً والذي سبق له أن ترجم كتابي ((رتشاردز)) - (مبادئ النقد الأدبي) و(العلم والشعر) وكتاب (الحياة والشاعر) للشاعر الناقد ((ستيفن سبندر)) ويبني الناقد ((بدوي)) دعوته هذه على أسس علمية متينة وواضحة فهو يقول: ((إنها دعوة يلزمنا مناوأتها لأننا نختلف عن الغرب في أننا ما تخطينا الشكلية الجامدة إلا حديثاً جداً وفي القرن العشرين بالذات، وبالتالي لم يغش الموقف النقدي الآخر الذي يؤكد التجربة والعنصر الحيائي في الأدب مدة كافية بحيث يمكننا أن نلائم بين الشكل والحياة، كما يفعل بعض النقاد في الغرب على أحسن الافتراضات))
(13)
. |
ويحذر الباحث ((بدوي)) من الدعوة التي أخذت طريقها إلى الإبداع العربي منادية بالغموض. وكأنني بالدكتور ((بدوي)) يرى أن بعض النقاد والأدباء العرب يتلقفون كل دعوة أو موضة غربية دون أن ينظروا إلى السياقات الحضارية والفكرية التي انبثقت منها هذه الدعوات والتقليعات الأدبية التي تجاوزها الأدب الغربي نفسه، فيما ظل البعض في عالمنا العربي متمسكاً بها أشد التمسك داعياً إليها من غير وعي حضاري ناتج من تراث الأمة نفسها. وتبدو كلمات ((بدوي))، النابعة من معرفة دقيقة بتطور مراحل الإبداع والنقد في الحضارتين العربية والغربية التي أطلقها مع بداية الثمانينيات الميلادية، تبدو كلماته اليوم أكثر رسوخاً بعدما انقشع الوهم عن أعين بعض الذين جذبتهم الأضواء الاصطناعية لمجلتي (شعر) و(مواقف) اللتين استشرف الأستاذ الناقد الكبير عبد الله عبد الجبار بُعد ما ينشر فيهما عن الروح العربية الأصلية، وحذر مثل د. ((بدوي)) من الدَّعوة إلى الغموض غير المطلوب
(14)
. |
يوضح الأستاذ عبد الجبار موقفه كناقد واعٍ بما يجري في عملية الإبداع في اللغتين العربية والإنجليزية - وأدونيس يتصور اللغة مثل آنية مليئة بأشياء ماضية، ويقول: ((أول ما أعمله أن أفرغ هذه اللغة من محتواها وأحاول أن أشحنها بدلالات جديدة تخرجها من معناها الأصلي، ثانياً أبدل علاقتها بجاراتها، ثالثاً أغير جذرياً النسق الموضوعة فيه، وبهذه الأفعال الثلاثة يخيل إلي أنه يمكن أن أبتكر لغة جديدة)). ويعلق الأستاذ عبد الله عبد الجبار على مقولة أدونيس هذه بموضوعية وتجرد وهو يشعر - أي أدونيس - بأن هذا ما يعوق الاستجابة لشعره، وعلى ذلك فنحن بإزاء فعل واعٍ لإفراغ اللغة من مضمونها الأصلي وتغيير العلاقات بين مفرداتها، بل إن الغموض هدف مطلوب لهذه المدرسة، هذا الغموض - غير المطلوب إبداعاً ونقداً، هو ما أشار إلى عبثيته د. بدوي، عندما قال: ((كذلك لن يفيدنا أن ننجرف في تيار موضة الحديث ونجري وراء موضة النقد الجديد الفرنسي في حين ظهوره في الخمسينيات الميلادية)) التي تنزع نحو الانغلاقية والغموض حتى إننا نجد رائدها ((رولاند بارث )) Roland Barthes
(15)
ينادي بأن الوضوح قيمة بورجوازية طبقية يجب أن يتخلص منها التفكير المتحرر)). |
|