| رمزٌ هو العطف الكبير ووسام تقدير القدير |
| قد زان تاجك يا عريف وأنت من بذل الكثير |
| فهم الرجال وأنت وحدك همة الشهم الجسور |
| ألبست مكة وهي تزهو ثوبها الغض النضير |
| فغدت تباهي بالشوارع والجسور وبالقصور |
| وأضأت منها الأرض وهي سماؤها بالوحي نور |
| فتلألأت فيها الهضاب وأينعت فيها الزهور |
| وتلفت التاريخ مبتسماً ليستجلي الأمور |
| قالت له العزمات سطر ما يروقك من سطور |
| فاليوم في عهد الأماجد عمنا الفضل الكبير |
| ينساب من عبد العزيز وحسبك البطل الخبير |
| وعلى يدي أبنائه راحت تباركنا العصور |
| فالعلم تحت ظلاله شيب وشبان وحور |
| يتسابقون إلى الحياة فلا كبير ولا صغير |
| والعلم نبراس الوجود وبحره العذب الغزير |
| والعلم ما يبني العماد ويخضع الصعب العسير |
| بالعلم جاوزنا الفضاء وكان من حلم الضمير |
| وبفضله قرب البعيد لنا وشاركنا النسور |
| فلذاك نحن نعيش هذا اليوم نستبقِ الشهور |
| وبذاك شاركنا العريف الجهد في عزم مثير |
| فإذا الحضارة ثوب مكة وهو فياح العبير |
| وإذا الجبال بها تنادت من كديٍّ أو ثبير |
| وأطل من فخر حراء وغار ثور في حبور |
| وأبو قبيس رابض قد سبح الله الغفور |
| هذي جبال النور تشهد نهضة البلد الفخور |
| إن قلدوك وسام حب مقدر راع كبير |
| فاهنأ فإنك في سجل الخالدين على الدهور |
| أنت ابن مكة وهي دوماً نبتها نور ونور |
| منها الأباة الفاتحون وكلهم أسد هصور |
| منها الدعاة لخير دين سنَّة الهادي البشير |
| منها النبيُّ وقد كفاها ذلك الفضل الكثير |
| قد خصها رب السماء بميزة الأمن القدير |
| فضلاً وأطعم ساكنيها منه بالخير الوفير |
| أنت ابن زمزم وهي دوماً ماؤها الشافي الطهور |
| أنت ابن يعرب وهو من وصفوه بالشهم الغيور |
| أنت الأديب وفي يراعك هِمَّة بين السطور |
| أنت العريف اليوم ربعك أظهروا هذا الشعور |
| أما المناصب فالمناقب بعدها تحكي الكثير |
| تتجدد الذكرى وتبقى وهي عاقبة الأمور |