شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الإِسلام في الكتابات الغربية الحديثة (1)
ـ تحدث الدكتور محمد الرميحي، في مقال له: بعنوان ((الإسلام والثقافة اليهودية - المسيحية)) (1) في مجلة ((المجلة)) (14/11/1989م) عن موقف الثقافة اليهودية المسيحية Judaeo-Christiani في المجتمع الأوروبي من الدين الإِسلامي، وثقافته، وتراثه. ويدلل الدكتور الرميحي، على ذلك، بعدة حوادث، من أهمها: منع الفتيات المسلمات المحجبات من دخول مدارسهن في بلد يدعي الحرية والعدالة.
والموقف - نفسه - يتكرر في كل بلد أوروبي عندما يتشبث المسلمون بحقوقهم المشروعة، أو يمارسون نوعاً من ثقافتهم التي يستمدونها من دينهم الإِسلامي، أو تقاليدهم الاجتماعية التي لا تلحق أذى - عند استخدامهم لها - بالمجتمعات الأخرى، أو ينتج عنها تهديد لمصالح البلد الذي يعيشون فيه كأقلية دينية، لها منطلقاتها، ورؤيتها الخاصة في هذه الحياة، وما يتصل بها من شؤون وممارسات مختلفة.
إلا أن المتتبع للحركة الثقافية والعلمية، في الغرب، يجد أن هذا الموقف المضاد للإِسلام والمسلمين إنما مرده لنوعية الثقافة التي يتلقاها الفرد الأوروبي، من هذه المصادر الثقافية، والوسائل الإِعلامية، التي لا تترك مناسبة سانحة إلا وتوجه - من خلالها - العديد من الاتهامات للدين الإِسلامي، ولكن دون دليل يثبت ما تذهب إليه من تهم، أو تبحث فيه من قضايا، إنما هو الحقد المتأصل، والمواقف المتوارثة عن المؤسسات الاستشراقية المتعصبة.
ـ لقد تخصص - على سبيل المثال - كاتب من كُتَّاب صحيفة ((التايمز)) البريطانية، وهو ((روبرت سلك)) Robert Kilry Silk في تعميق موجة العداء ضد الدين الإِسلامي، من خلال مقاله الصحافي الذي ينشره يوم الجمعة من كل أسبوع.
ففي يوم 13 أكتوبر 1989م ت صدر مقاله الذي يناقش فيه قضية ((السيادة الوطنية)) National, Sovereignty (2) وموقف رئيس الوزراء البريطاني السابق (أدوارد هييث Edward Heath من قضايا شعوب أوروبا الشرقية، وعملها على التخلص من السيطرة الشيوعية، كما حدث في هنغاريا، وبولندا، وألمانيا الشرقية أخيراً، وعند تحدثه عن النتائج التي تتركها هذه المحاولات القومية على العالم، ومحاوره السياسية، نجده يقارن بين هذه النتائج والنتائج التي ارتكبها المسلمون باسم ((القرآن)) فيرى أن أعمال المسلمين، في هذا الشأن، تجاوزت كل الشرور التي يمكن أن تنتج عن أي حركة وطنية عرفها التاريخ!
ولعلّ الكاتب المتعصب لم يقرأ التاريخ قراءة واعية ليعلم مدى تسامح المسلمين مع الأمم الأخرى - مسيحيين كانوا أم يهوداً - عندما كانوا يحكمون شبه الجزيرة الأيبرية، ومقارنته بذلك الموقف الذي انتهجته المسيحية، عندما استولت على شؤون الحكم في الأندلس، ويدخل في ذلك دور محاكم التفتيش التي تعقبت المسلمين، وأجبرتهم على الهجرة والفرار. على أنه لا يعدم - أيضاً - المصادر الغربية التي تشير إلى مدى تسامح المسلمين في الأراضي المقدسة في فلسطين، وخصوصاً مواقف القائد المسلم ((صلاح الدين الأيوبي)) الذي لم يرض بإراقة دم شخص واحد من غير المسلمين.. أو العرب. وأين هذا الموقف الإِنساني والحضاري من المذابح التي ارتكبها الصليبيون ضد المسلمين في فلسطين؟ ومن أشهرها: مذبحة المسلمين بالقدس في يوليو 1099م، والتي وصفها ((وليم الصوري)) من المؤرخين الصليبيين قائلاً: ((إن البلد أصبح مخاضة واسعة من دماء المسلمين أثارت خوف الغزاة واشمئزازهم)) .
ـ إن الجهل بطبيعة الدين الإِسلامي، أو علاقة الأمة الإسِلامية بالأمم الأخرى على مر العصور ليس هو العامل الوحيد خلف هذه الهجمة الثقافية الشرسة، ولكن الخلفية العنصرية تلعب دوراً هاماً في التحدي السافر لمشاعر المسلمين وقضاياهم، يضاف إلى ذلك ما تحاوله الصهيونية - خصوصاً الكتّاب اليهود الذين تفسح لهم الصحافة الغربية صفحاتها - من نسف كل المحاولات الجادة التي يبذلها المسلمون لشرح مواقفهم الحقيقية للمجتمعات المسيحية الغربية.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :740  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 234 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج