الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

يوسف الخال (1)

مما بليت به الأمة الإِسلامية والعربية في العصر الحديث تسلل بعض الشخصيات الهدّامة إلى مواقع الفكر والإِعلام فيها، ولم تكتف هذه الشخصيات بنشر آرائها الغريبة التي تسعى لهدم الحضارة الإِسلامية التي بنيت على المصدر الإِلهي المستمد من كتاب الله وسنّة رسوله - صلى الله عليه وسلم - بل تعدت ذلك إلى إيهام عقول شباب الأمة أن الدواء الناجع للأمة من مشاكلها يكمن فيما تدعو إليه من آراء وما تتبناه من نظريات. ولعلّنا لا نعدو الحقيقة إذا ما قلنا إنه نتيجة لهذا الإِيهام الباطل أصبحت هذه الشخصيات، من منظور بعض شداة الأدب في بلادنا، روّاداً تمجد. وإن أولئك الذين يتعرضون لهذه الشخصيات التي قام بتنصيبها أعداء هذه الأمة بالنقد أو المحاورة العلمية هم أعداء الفكر الحر والتجديد المنشود. ولقد قامت مجلة (البيان) الصادرة ((عن المنتدى الإِسلامي في لندن)) في عددها الصادر في شهر شعبان 1409هـ بعرض لفكر واحد من هذه المعاول الهدّامة في تراث الأمة وفكرها، وهو الشاعر يوسف الخال، وقد قام بهذا العرض الدكتور وليد الطويرقي بادئاً بموقفه من اللغة العربية، حيث يدعو ((الخال)) إلى اعتماد لغة الكلام ((العامية)) لغة أدبية لأنها لغة عربية متطورة من اللهجات الجاهلية، ولعلّ من المفارقات العجيبة في هذا الصدد ربطه بين استعمال اللغة العامية والنضال العربي ضد الوجود الإِسرائيلي. فهو يدعو لتأجيل كل نضال ضد إسرائيل حتى يغير العرب لغتهم من فصحى إلى عامية حيث كتب في أواخر حياته في النهار العربي والدولي بتاريخ 25/1/1981م وبلغة عامية لبنانية: ((اللغة أكبر مشكلة عمبيوا جهوها العرب، هي أكبر من مشكلة إسرائيل لأن مشكلة إسرائيل مربوطة بمشكلة اللغة ومن دون حل مشكلة اللغة باعتماد المحلية ما يتحرر العقل العربي، وما بيتقدم الإِنسان العربي، حتى يتغلب على مشكلة إسرائيل))!

أما موقف الخال من التراث العربي واعتزازه بنصرانيته والذي يدل على سوء توجهه ويوضح حقيقة موقفه من الإِسلام وتراثه، فهو ما سوف نقوم بإذن الله بإيراده فيما يلي من الموضوعات.

* * *