شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
القيادات الغربية واحترام الدين
ذكر ملحق صحيفة التايمز الأدبي قبل سنوات عديدة قولة مشهورة عن الرئيس لأمريكي المعروف ((إيزنهاور)) وهي ((إن انتماءك للشعب الأمريكي يعني أن تكون فرداً متديناً)). ولقد تذكرت هذا القول عندما قرأت تصريح الناطق باسم البيت الأبيض ((مارلين فيتزووتر)) إن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب اتصل هتفياً عند استنفاذ كل الوسائل الممكنة للحل السلمي في منطقة الخليج باثنين من رجال الدين وأبلغهما أنه يصلي من أجل السلام، وإن الرجال الثلاثة صلوا معاً. وقد قرأت من قبل وعلى صفحات هذه الجريدة الغراء بقلم الأستاذ الكريم محمد صلاح الدين أنه عند تسلم الرئيس بوش الأب لمهام السلطة في بلاده كان أول ما بدأ به حياته العملية هو التوجه بالدعاء مما يدل على ممارسته لشعائر دينه واحترامه لرموزه ومقدساته.
ـ والرئيس بوش الأب لم يكن الوحيد بين زعماء العالم الغربي الذي يكشف سلوكه عن مثل هذا التوجه فلقد شاهدت في أثناء حرب ((الفوكلاند)) والتي خرجت منها بريطانيا منتصرة تَرَدُّدَ رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر على الكنيسة، وإعلانها أنها ذاهبة لأداء الصلاة. ولعلّ البعض في عالمنا العربي تأخذه الدهشة ويتملكه الاستغراب لو عرف أن أحد الأعضاء السابقين لحزب العمال ((الاشتراكي)) ووزير الخارجية البريطاني في حكومة ((جيمس كالاهان)) 1976 - 1979م الدكتور ((ديفيد أوين)) يذكر في برنامج تليفزيوني أعد خصيصاً عن حياته أنه يذهب بين الحين والآخر إلى الكنيسة متأملاً ومتعبداً. ويشبه هذا السلوك الديني الطبيعي الصادر عن هذه الشخصية المعروفة في عالم السياسة والفكر البريطاني سلوك شخصية أخرى كانت تنتمي إلى الحزب نفسه وهو المتحدث باسم مجلس العموم البريطاني لفترة طويلة وهو جورج توماس الذي نقلت صحيفة ((التايمز)) عنه قولاً يدعو فيه بني قومه للالتزام بديانتهم إذا ما أرادوا خيراً وصلاحاً لأمور دنياهم وشؤون حياتهم.
ـ ولقد سُقْتُ هذه الأدلة والشواهد الواضحة ليرى الفرد العربي كيف أن هؤلاء القوم يتشبثون بمنطلقاتهم الدينية ولا يخرجون على المرتكزات الأساسية في تراثهم وأن ممارساتهم الحضارية لم تقف حائلاً بينهم وبين العمل على تعميق الحس الديني في نفوسهم والتوجه إلى خالق هذا الكون ومبدعه في أوقات السلم والحرب على حد سواء بينما نجد أن بعضاً من أدعياء الفكر والثقافة في عالمنا العربي والإسلامي - وللأسف الشديد - لا يزالون يتبجحون بمواقفهم العدائية من الدين وأهله ولا يرون في الحضارة إلا ذلك الخروج المقيت على مقدسات الأمة التي لم ترثها عن جاهلية ولم تأخذها عن مصدر بشري ولكنها تلقتها عن وحي أمين ورسالة صادقة مدعومة بالأدلة والبراهين وإن هذا البعض يخجل من أن يفتتح خطبة أو كتاباً له باسم الله والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم ويرى في كل عمل إبداعي يتضمن إشارة دينية أو مغزى أخلاقياً يرى فيه تحجراً في الفكر وضيقاً في الأفق ويطالب بإحالته إلى منابر الوعظ والإرشاد وذلك عين الجهل المركب والتفكير السقيم فالمطابع في أوروبا لا تزال تقذف بالأعداد الهائلة من الدواوين والروايات التي تحمل توجهاً دينياً وتهدف لنشر الخير والفضيلة.
ـ إن الشيوعيين والعلمانيين في عالمنا العربي والإسلامي عقول متحجرة، وقلوب مقفلة، وبصائر ضالة، ولعلّ خلف هذا التحجر وذلك الصدأ وتلك الضلالة تكمن بواعث تخلفهم عن الركب الحضاري العالمي الذي كان ومازال مرتبطاً بالدين أشد الارتباط وساعياً للبحث عن الحقيقة خلف مظاهر هذا الكون ونواميسه.
ـ إن الأمم لا يعجل في تقدمها الضلال ولا يسعى بها إلى الحضارة التمرد على الفطرة البشرية ولا يعظمها في أعين أعدائها.. تخليها عن تراثها وعاداتها وتقاليدها.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :916  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 220 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج