شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من يتابع ما يصدر من ترجمات لمعاني القرآن الكريم؟
تعتبر ترجمة المستشرق الفرنسي ((جاك بيرك)) لمعاني القرآن الكريم والصادرة عن ((دار سندباد)) الترجمة الثالثة في موسم فرنسا الثقافي لعام 1991م، بعد ترجمتي ((رينيه خوام)) و ((أندريه شوراكي)) ، كما تصل برقم الترجمات الفرنسية، في هذا الباب، إلى أربعين ترجمة، بينما يصبح عدد الترجمات في العالم - بعد صدور هذه الترجمات الفرنسية - ستمائة، وكانت البداية هي ترجمة الأب ((بيار)) أحد رهبان دير ((كلوني)) والتي تمت خلال القرن الثاني عشر الميلادي.
ـ و (جاك بيرك) هو: المدرّس السابق في (الكوليج دي فرانس)، والصديق الشخصي الحميم للأديب العربي ((طه حسين)) ويبدو أثر هذه الصداقة على ((بيرك)) في محاضرته التي ألقاها أخيراً عن صاحب (الأيام)، ودافع عن مواقفه جميعاً حتى تلك التي أثارت الرأي العربي والإِسلامي ضده، والتي يبدو أن ((طه حسين)) لم يتخل عنها حتى أخريات حياته، ولكنه قدم بعض التنازلات، في أثناء الأزمة التي تفجرت بعد صدور كتابه ((في الشعر الجاهلي)) وهي تنازلات لا تبرَّئه من شبهة الطعن في بعض المسلّمات التي لا تقبل الجدل والمناقشة.
ولعلّ ((بيرك)) يحتفظ بشيء من الجميل، لصديقه طه حسين، بعدما رشحه لعضوية ((مجمع اللغة العربية)) في القاهرة سنة 1968م، كما تذكر ذلك صحيفة (الحياة) في عددها الصادر بتاريخ (16 يناير، 1991م).
وكما شغل ((طه حسين)) الناس في بيئته العلمية بين الأزهر وجامعة القاهرة ردحاً من الزمن، فإننا نجد سيرة صديقه ((بيرك)) محوطة بكثير من صور التقلّب بين مذاهب عقائدية وفكرية متعددة، فلقد كان رفيق درب لمنظري الحركة الشيوعية في بلاده.
ولعلّ هذا الانغماس، لفترة من الزمن، هو الذي دفعه لاعتناق المذاهب الأدبية المنبثقة عن الفكر الشيوعي، كالبنيوية، والسيمائية، ولقد استخدم ((بيرك)) المنهجين الفكريين السابقين في بعض دراساته الاستشراقية للفكر العربي.
ـ لا أستطيع إبداء رأي، و إعطاء حكم علمي، حول هذه الترجمة التي صدرت في طبعتين، إحداهما: مجلدة وممتازة، وتبلغ صفحاتها ثمانمائة وألف صفحة، والأخرى: عادية في ثلاثة عشر ألف صفحة، لأنني لم أتمكن من الإِطلاع عليها.
ولكن المعروف أن كثيراً من المستشرقين لا يستطيعون الكتابة عن الإِسلام وعن القرآن خاصة، بتلك المنهجية التي كثيراً ما يدعون إليها، ويطلبون من الآخرين الالتزام بها، ويعود ذلك إلى مواقف عقدية، وتاريخية، وحضارية، وهي مواقف تتأثر كثيراً بعوامل النشأة والتلقي في البيئات العلمية الغربية التي لم تفلح بعد في تكوين تصور مستقل ومتجرد عن الإِسلام وحضارته ومجتمعاته.
ـ إن صدور أعداد كبيرة من الترجمات عن معاني القرآن الكريم، بجهود غربية، يجب أن يدفع المنظمات الإسلامية المعنية، وخصوصاً ((رابطة العالم الإِسلامي)) لتكوين هيئة خاصة لمتابعة ما يصدر في هذا الشأن، وإخضاعه لدراسات علمية متخصصة، خصوصاً إذا ما علمنا أن هذه الترجمات كثيراً ما تقع في أيدي بعض المسلمين، من غير العرب، ولعلّهم هم الأحوج إلى معرفة الإِسلام، وأحكامه، ومقاصده، معرفة أبعد ما تكون عن التشويش، والاضطراب الفكري.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :910  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 216 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.