الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(لوموند) والإِسلام

لا تزال بعض دوائر الاستشراق حبيسة الأفكار التي ورثتها عن عصور الاستعمار، وليس من دليل واضح يقوم على هذه الدعوى، ولا من إثبات يؤكد تجذرها في بعض المجتمعات الغربية مثل ما تبثه وسائل الإعلام الغربية المقروءة منها والمسموعة والمرئية بين الحين والآخر من استفزازات لمشاعر المسلمين وتحدٍ صارخ لوجودهم ومنطلقاتهم الدينية والحضارية والثقافية.

وإذا كان البعض وضع من قبل حدوداً للتفريق بين مواقف هذه المؤسسات من قضايا الأمة العربية والإِسلامية، فإن هذه الحدود قد تلاشت نتيجة لتوحد الأهداف في سبيل النيل من هذه الأمة التي تقف فريدة ومتميزة بين أمم الأرض في مثلها وتعاليمها وتقاليدها. ثم للسعي الحثيث الذي تقوم به المؤسسات الاستشراقية لكسب عطف ورضى الحركة الصهيونية العالمية.

فهذه صحيفة فرنسية وهي صحيفة (اللوموند) كانت توصف بأنها مثال للموضوعية والنزاهة والاتزان، فإذا بها تنحدر إلى قاع العنصرية البغيضة والحقد الأعمى، وذلك عندما نشر رسامها (بلانوتوس) في عدد الصحيفة الصادر بتاريخ يوم الخميس 12 يونيو 1990م، رسماً كاريكاتورياً يصوّر فيه فتاة معلّقة في السجن الاحتياطي لأنها قرأت التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية، وفي المقابل شخص يحمل بطاقة كتب عليها اسم القرآن (Coran) وهو يخاطب الحارس بقوله: ((والأخطر من ذلك هي أنها ضبطت وهي بملابس الاستحمام)) (عن صحيفة العلم المغربية 22/12/1410هـ).

إن هذا التحدي الصارخ لمشاعر المسلمين الذين يقيمون في الأراضي الفرنسية ولغيرهم أيضاً من مسلمي العالم، يوضح مدى الحاجة الملحة لموقف إسلامي يضع حداً للانتهاكات المتزايدة التي لا تفتأ بعض المؤسسات الاستشراقية الغربية في المجاهرة بها تعمداً منها في شحن الفرد الغربي بالمشاعر السلبية تجاه الدين الإسلامي والفرد المسلم.

ولن يتوقع من المسلمين - بالطبع - أن يكونوا متسامحين أو غير مبالين حتى عندما ينال الآخرون من عقائدهم، ويسخرون من الكتاب الكريم الذي وضعه الله أمانة في اعناقهم وشرفهم بصونه والدفاع عنه.