شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هُتَافٌ منْ باب السَّلام؟ (13)
تسترجع ذاكرة الفتى الحي الذي نشأ فيه، هذا هو ((المُدرَّجُ)) طَرِيقٌ يَفْصِلُ الدور عن مجرى السيل وإذا خرج الفتى رأى أمامه بيت العم أمين شيخ، ثم بيت السَّادة آل - الزُّهدي - هنا تسكن المرأة التي احترق قلبها على فتاها الذي ذهب في ميعه الصبا، وريعان الشباب، وكثيراً ما ردد شباب الحي أنشودته المغناة:
(الدنيا حلوة وجميلة.. والمدة ما هي طويلة)...
ترى هل كان - خَالد زُهْدِي - رحمه الله بهذا القول يَرْثي نِفْسَه؟؟ بعض أصحاب الأصوات الجميلة الذين يمتحون من داخِلهِم لم يُعمِّروا طويلاً، سمع بموت ((عقيل توفيق)) ويذكر الفتى منزل - العم حامد توفيق - في حارة الأغوات، البيت الذي احتضن (ثابت) و(عاطف) أبناء عقيل - رحمه الله - وكم ربت الأمهات الأطفال فأصبحوا رجالاً، صديقه في مطلع العمر (هلال طرابيشي)، قال له ذات يوم إن أباه مات شاباً، انكفأت عليه ((المرأة)) الصالحة ربَّته وإخوةً له فأحسنت تربيتهم، العطف في قلبها عليه أغناها عن النَّظرة إلى الدنيا حتى وإن هي انقادت إليها بكُلِّ مَسرَّاتها ومباهجها، أما الثالث من أصحاب الأصوات الحسنة الذي انطفأت فيه جذوة الحياة فجأة: فهو السَّيد المرحوم ((حسين إدريس هاشم)) ودَّع الدنيا في الخمسين من عمره وهو مُتكىء على حِجْر السَّيدة الفاضلة كان يحتسي كأس ((الشاي)) في منزل أصهاره من آل القَطَّان في مكة، وشيعته - المدينةُ - وشيّعَتْ معه تَارِيخاً طويلاً في فن الإنشاد، كان لوفاته وقع محزن في نفوس أهل البلد الطاهر، مثل ذلك الوقع الذي حصل عند موت ((الرَّيس محمود نعمان))، يتذكَّر الفتى خبراً في صحيفة ((المدينة)) - لا يدري هل هو في عام 1379 هـ أو 1380هـ عن وفاة هذا المؤذن الذي تحدثت عنه ((الركبان)) في غدوها ورواحها بين بابي السلام والرحمة، مات ((محمود)) في مُقتبل العمر وبقيت قاعدته في الآذان عند عبد العزيز وعصام أبناء الشيخ حسين بخاري - رحمه الله - يوم يصعد ((حسين)) المنارة الرئيسة كانت جموع الحجاج تقف بالقرب من ساحة - فرش الحجر - تسمع لهذا الصوت القوي والشجي، تأخذها الخشية فتبكي. وكيف لا يبكي من يسمع ((نداء)) الحق وهو يرتفع بالقرب من القبة الخضراء؟ سوف تبقين رمزاً حياً فالبهاء الذي تتوشحين به هو من بهاء صاحب المقام الذي حن إليه الجذع، واهتز ((أحد)) عندما صعد عليه مع صاحبيه الصديق والفاروق - رضي الله عنهما _.
وإذا كان الجذع حن، والجبل اهتز، والسماوات تزينت عند إسرائه إليها، و((البراق)) انحنى بين يديه ليمتطيه في رحلة المعراج إلى عالم الملكوت فكيف لا تحن قلوب المؤمنين الصادقين في حبهم، وكيف لا تنسكب الدموع في تلك الحضرة الشريفة.
لقد قطع الصحابي - رضي الله عنه - المسيرة من الشام إلى المدينة ليزور البقعة التي ضمت أطهر جسد، وأكرم نفس، وأشرف مخلوق، وسيد الخلق أجمعين - عليك صلوات الله وسلامه يا سيدي يا رسول الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :969  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 116 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج