جمع العرافين كعادته حين يلم به أمر عاجل |
قال لهم: يا أوباش أفيدوني فيما هو حاصل |
حلمت بأني في الحفرة مختبئ |
ويدي تمسكها أغلال وسلاسل |
قالوا وفرائصهم ترتعد؛ ابتلّوا |
من هلع؛ خوف قاتل: |
ابشر يا سيدنا، تأتيك جنود وعلوج |
من شرق.. غرب سافل |
وستهزمهم وتكبّل شعبك تحتلّ الجيران |
ومن ثم منازل |
قال: أراكم بعد النصر وإلا أنتم تدرون |
بما أنا فاعل |
نظر إلى الصحاف وقال احفظ ما أنت له قائل |
أشعل سيجاراً؛ نفخ دخان الكِبر |
وما نفخ سوى مجد زائل |
مرّت أيام فرّ اختبأ ولم يك مع أي مقاتل |
* * * |
قامت حرب أكلت بعراق المجد الأخضر واليابس |
ذات ظهيرة. خرج من الحفرة كث الشعر |
رديء المظهر بائس |
مرت أشهر، ظهر على التلفاز يجرجر أصفاد الذل |
ويمسكه حارس |
قال بصوت مشروخ: أنا صدام، قالوا: الجالس |
يستمع إلى تهم كثرت عن أن يحصيها |
حاسوب أو حابس |
* * * |
كذب العرافون وصدق الله القائل: |
من يظلم خلقي أبلُه بالأظلم والأبطش والقاتل |
حقاً صدق الله، وسينزل للحفرة ثانية |
لا يدري كيف؟ متى؟ ما الله به فاعل |