"أحِبِّيني، فمن لاقيتُ ـ مثلكِ ـ قد أحبُّوني" |
وزِيدي في عطاء الحبِّ، يُسْعدني ويرْويني |
ورُدِّيني إلى زمني الذي فارقتُ ردِّيني |
ركبتُ سفينةَ الأيام.. تحملني، وتُلْقيني |
وكان شبابيَ الزاهي.. يُجمِّلني ويُغريني |
عرفتُ بشاشةَ الأيام.. تمنحُني وتُعطيني |
خبرتُ تَقلُّب الأيام.. من حين إلى حين |
وما سَلَّمتُ راياتي.. فعزْمي بعضُ تكويني |
مضى العمرُ الهنيءُ مضى.. وجاء خريفُ ستِّيني |
وما عادت قوايَ تطيق إرهاصاً.. فقوِّيني |
إذا وافَى صقيعُ العمرِ.. إن هبَّت خماسيني |
وصرتُ كحاطبٍ ليلاً.. أضاعَ هُداهُ في الطِّين |
وصرتُ كقابض للريح.. يَتبعُها كمأفونِ |
وبتُّ كمُدْلجِ أسْرَى.. فلا خِلٌ يسلِّيني |
أخاف جحودَ من أوْليتُه ودِّي ليُرْديني |
رجعتُ إليكِ من سَفَري وترحالي فأبقيني |
وكوني واحة للأمن.. أقصِدُها فتُؤويني |
وأعطيني حنانَك في شتاء العمر يحويني |
وأنْسيني زمانَ الصمتِ إن وافَى ليُبْكيني |
وحزناً صار يعرفُني.. وأطلبَه فيأتيني |
أقول: لديكِ هل أرتاحُ من شجن سيُضْنيني؟ |
أعيديني إلى فرحي الذي ولَّى وشُدِّيني |
إليكِ، يعود عمر راح أذكره فيؤسيني |
حبيبةَ عمريَ الآتي، وما وَلَّى.. أجيبيني |
فردٌّ منكِ لا أدري.. أيُسعدني.. أيشقيني؟ |
* * * |