قالت لرفيقتها انتبهي |
سيهل علينا صب مغرم |
قد غنى للشقر وللسمر |
ولم يذكرني رمزاً أو بالاسم |
أعرفه صبا يهوى الحسن |
يغني فيه اللحن الملهم |
غنى للغيد أناشيدا |
وإذا أقبل لا يتكلم |
قالت سأداعبه باللحظ |
وأجعله يفصح عما يكتم |
وبدت كالملكات تجر |
ذيول النعمة إذ تتقدم |
وقفت تتأمل في الجمع |
كمن يبحث عن سر مبهم |
الكل أصاخ وأطرق |
حمْلق بالعين وفغر بالفم |
قالت ما عندك من شعر |
للحسن يغني يترنم |
أغضى وتساءل في عجب |
لم لم تفهم لِم لَمْ تفهم |
إني غنيت لها الأشعار |
وهبت لها العمر لتسْلم |
تعبت خطواتي تسبقني |
في الخطو إليها كي أنعم |
إن جاءت ضيعت الزمنا |
لا يعنيني ما فات وكم |
شيدت لها قلبي قصرا |
كي تحيا فيه وكي أُلْهم |
وجعلت لها جفني سكنا |
أتملي في الحسن وأحلم |
وأحس صفاء العمر بها |
إن ضحكت فالفجر تبسم |
أنا إن شرقت وإن غربت |
تظل هي الأغلى.. الأعظم |
من بين جميع نساء الأرض |
لها النعمى والحب المفعم |
قال: وماذا بعد يقال؟ |
صارت كل رسالاتي.. تعدم |
قالت شفتاي ولم تفهم |
تعبت عيناي ولم تعلم |