وجه من الزمن الجميل لقيته |
فأثار في كوامن الأشجان |
وأعاد لي زمناً حلمت بأنه |
يبقى وهل يبقى الزمان الفاني! |
وطفقت أسأل أين أيام الصبا |
حيث الصفا والآن عمر ثاني |
فلقد كبرنا والحياة مليئة |
بالصفو والكدر المريع الآني |
كنا بلا شكوى تؤرق ليلنا |
نسعى كشوق الموج للشطآن |
والآن غيّرنا الزمان فبعضنا |
متسابق للبعْض لا التحنان |
ما عاد صفو حياتنا يحلو لنا |
صرنا نقضّي العمر في الأضغان |
نُعشي الحقيقة رغم كل وضوحها |
ونصوغ للكذب المقيت معاني |
أو صاحب قد كنت تحسبه أخا |
فإذا به كالذئب، كالثعبان |
تدمي أظافره ويقتل لدغه |
يؤذي ويؤلم، لا يقول كفاني |
ولّى زمان أهله وصفاؤه |
وجلست أسأل: أين أين مكاني؟ |
* * * |