وحين التقيا بلا موعد |
لقيتك مثل الصباح الندي |
بكل الحنان الذي تشهدين |
بعينيّ.. أكتمه من ددي |
ومثل الطيور التي تستريح |
وترحل تائهة المقصد |
وحرت وماذا أقول؟ |
لأني أحس بقربك حانا.. |
وأنت أمامي اخضرار الربيع |
يفيض حياة ويزهو افتتانا |
وقلت صباح الهنا.. والحياة |
وأغمضت جفنيّ أرجو الأمانا |
من اللحظ كي لا يذوب الفؤاد |
فيشرح ما عشت أخفي زمانا |
وأحسست ما لست أقدر وصفه |
بنار تأجج بين العظام |
وطافت برأسي مئات الظنون |
وطاش اتزاني وضاع الكلام |
وقالت... رفيقتك الطيبة |
لماذا السلام؟ تراه وئام؟ |
يجمّع بينكما يا سهام؟ |
فقلت لها... عله من هيام |
يعمّر بيتاً... وراء الغمام |
لماذا سكت؟ ولم تذكري... |
سوى أنني ـ ربما ـ مستهام؟ |
لعلك لم تعرفي ما أحس |
ولم تدركي أنني منذ عام |
أعيش على أمل ظامئ |
برغم الذي قيل أو ما يقال |
بأنك ألهبت في مهجتي |
لذيذ الأماني وحلو الخيال |
وأني على شرفات الغيوم |
أنمق في الوهم أرجو وصال |
وأني بعينيك ألقى الحياة |
وأفدي بها عزة المغدق |
أهوّم فيا مع الأمنيات |
وأسرح في عالم فستقي |
إذا ما تراءت طيوف الهموم |
تكاد تبدد ما قد بقي |
من الصبر والشوق والأغنيات |
وتعصف بالأمل المورق |
فأنسى لدى لهفتي أن أحس |
بأنك بالدرب لن تشرقي |
وأنك بالسهم لن ترشقي |
فتحيين في القلب عذب الشعور |
ومن صبوتي البكر لن تهرقي |
لأني سأرحل في عاجل |
وفي القلب ما فيه... من محرق |
ولكنه خاطر... مر بي |
غداة بدوت... وقد نلتقي |
* * * |