ماذا أقول إذا عادت غداة غد |
وضج دربي بسحر اللين والغيد |
ماذا أقول إذا بانت بطلعتها |
سحر الربيع ضحوكاً، كالصباح ندي |
وردد القلب من وجد ومن لهف |
وصفق العمر، يوم العيد أن تفدي |
ماذا، أأترك أشواقي تعانقها |
فتستبين اضطراباتي برجف يدي؟ |
أم أترك العين قد فاضت مدامعها |
من وقدة البوح لم تقدر على جلد |
أقول عامين مرا بعدما رحلت |
لم يبسم العمر والأفراح لم ترد |
غاب السنا عنه وازورّت مطامحه |
ما عاد فيه سوى آه بلا عدد |
وسلوتي الشعر بالأنات أنظمه |
في كل نبضة حرف نار مفتئد |
عيناك والليل والأفكار من زمن |
أضحت رفاقي رفاق الآه والسهد |
أقول كنت، وكان البدء في عمري |
ما كان قبلك غير الصمت والهمد |
ماذا أقول إذا وسط الجموع بدت |
وتهت حيران في بحر من الميد |
أغالب الشوق، وأرتج اللسان فما |
أقوى على القول لا أبدي ولم أعد |
وللرفاق حديث كلّه عجب |
يقول ما للفتى أضحى بلا رشد |
وقد عرفناه فينا هادئاً أبدا |
ما باله للقاء اليوم بات صدى |
ما همني كل ما يلقى إذا ظهرت |
يا فجر أقبل. ويا أنس الحياة عد! |
* * * |