(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين ))
|
ثم أُعطيت الكلمة للأستاذ عبد الفتاح أبي مدين فقال: |
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: |
- تعودنا أن نستمع ممن قبلنا، وممن يكبرنا علماً وأدباً وثقافةً ووعياً وخبرةً لنستمد منهم شيئاً من كلماتهم، أو كما يقول شيخنا الزيدان: إن الصحافيين يسرقون أو يخطفون الكلمات وهذه تهمة لا أدفعها. |
- وعلى كل حال البحث في هذا له عودة فيما بعد إن شاء الله من على منبر النادي.. نجدد الذكرى. |
- هذه المناسبة التي تعودنا أن نجتمع فيها في هذا البيت الكبير، البيت العامر بالاحتفاء بالأدباء وتكريم الرجال، شيء يتجدد ونرجو الله أن يمده دائماً لنلتقي ويلتقي غيرنا في هذه الدار العامرة للتكريم وللالتقاء. وكثيراً ما نقول: إننا لا نلتقي كثيراً فقد شغلتنا الحياة، وطوَّحت بنا البلاد، فلا نلتقي إلاَّ في هذه المناسبات، وما أندرها وما أقلّها في كثير من الأحيان. |
- وحين نلتقي ولعلنا في أول موسم في هذه الدار العامرة للاحتفال بصديق رفيق في القلم معنا في فترة من فترات العمل الصحافي والعمل الفكري، فإنما نلتقي لنحتفي به، ونحمد الله إليه أن قد منَّ عليه بالشفاء، ولعلنا نجدد تلك الدعوة "إذا سألتم الله فاسألوه العافية" فما أكثر ما ننسى صحتنا ولكننا لا نتذكرها ولا نذكرها إلاَّ حينما يدركنا السقم؛ وكما قيل: "الصحة تاج على رؤوس الأصحَّاء لا يراه إلاَّ المرضى". |
- هذا اللقاء للاحتفاء بشفاء الصديق الأستاذ صالح جمال هو من هذه العادة التي عودنا عليها الأستاذ عبد المقصود. ونرجو الله أن يشفينا جميعاً، وأن يعافينا، وأن يسبغ علينا من نعمه بالصحة والعافية والسلامة. واحتفالنا هذه الليلة بشفاء الصديق صالح محمد جمال يُذكرنا أياماً خلت في عهد الصحافة الفردية التي كان فيها من المجال الشيء الكثير للتعبير ونحن كلنا نعمل للبناء، ولا يعتقد أحد أن أبناء هذا الوطن فيهم من يعمل للهدم، ولكن هناك اجتهادات وقد يعنف الإِنسان في هذه الاجتهادات، ولكنه يؤدي رسالة. |
- الصحافة ليست وظيفةً، وحين تصبح وظيفة تموت. الصحافة رسالة فإذا استطاع الإِنسان أن يؤديها كما ينبغي فقد أدى واجبه، وإلاَّ فهو مُقصر، لأنها وسيلة تستطيع أن تنقل رأيك، ورأي الآخرين إلى أولي الأمر، وإلى الناس لتدل على الخير ولتبني ولتعين على البناء. |
- سنين خلت وكان فيها دور للشجاعة والجرأة للذين لا يحرصون كثيراً على الكرسي، الذين يحرصون على الكرسي لا ينالون شيئاً من الشجاعة التي تذكر، وقد نعذر بعض زملائنا في الوقت الحاضر، ولكن هكذا الأيام تتداول فهي دول بين الناس، ومن طبيعة الحياة أن يأتي جيل بعد جيل، وأن الحياة لا تستمر على وتيرة واحدة، ولكنها تتغير ترتفع وتهبط، ترقى وتنخفض، ولكل إنسان يعمل له بصمات، له أخطاء. ومن المؤسف أننا في عالم الإِنسانية كلها لا يذكر للإِنسان إلاَّ سيئاته. |
- في ميزان الله سبحانه وتعالى إنّ الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين، لكن في ميزان البشر أبداً. في كثير من الأحيان وعند الأكثرية لا يذكرون إلاَّ السيئات، فما أجدرنا أن نتبع هدى الله سبحانه وتعالى فنحسب للإِنسان حسناته كما نحسب له سيئاته. |
- أنا سعيد بأنني شاركت في آخر لحظة، أو في وسط هذا الاحتفاء بالصديق الأستاذ صالح جمال، الذي عوفي والحمد لله، ويكرم في هذه الليلة، أو يُحتفى به في هذا الجمع الكريم، وفي هذا البيت العامر. نحن سعداء بشفائه، نرجو الله أن يمد في حياته وأن يسبغ عليه من الصحة والعافية المزيد والمزيد. |
- شكراً للمحتفي وشكراً لكم. |
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|
|