شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأمسيات الأدبية
سؤالك عن وجهة نظري في الأمسيات الأدبية، لو قلت إنه (لا محل له من الإعراب)، لما تجاوزت الحقيقة في شيء... إذ إن الأمسيات الأدبية - حين تتهيّأ - لا تختلف كثيراً عن أي أمسيات أخرى، ومنها - على سبيل المثال لا الحصر - أمسيات لعبة (البلوت) التي تعلم أن الناس ينهمكون فيها كل ليلة، في جميع بلدان المملكة.
قد تختلف الأمسية التي تسمّيها أو تصفها بأنها (أدبية)، بأنها تستوعب عدداً من المثقفين، يغريهم بالحضور، إن أحد الأساتذة الأدباء، أو الأكاديمية من يلقي محاضرة في موضوع ما... والموضوع إذا كان لا يهم جميع المثقفين، فإنّه قد يهم أو يستحق اهتمام البعض، وهذا البعض، يتصدى للتعليق ناقداً أو معجباً ومتدفقاً بعبارات الثناء والإطراء. والذين يستمعون إلى المحاضرة ثم إلى التعليقات، يكتفون بنصيبهم من الاستماع، ومن المشكوك فيه أن تجد أثراً لما سمعوا، بعد أن يفرغوا من تناول العشاء الدسم الذي يقدمه نادي جدة الأدبي، ونادي (الأثنينية) للأستاذ عبد المقصود خوجة.
مع ذلك... لا بد أن نقول، إن هذه الأمسيات، منذ أخذت طبيعة الاستمرار، والاستقرار قد استطاعت أن تدخل نوعاً من التغيير في حياة المجتمع (المثقّف) أو (المعنى بالثقافة) كما استطاعت أن تكسر حدة الرتابة والروتينية التي يعاني منها المثقفون في المجتمع. أي إنها، استطاعت أن تكون مؤشراً قوياً، لتفاعل هذا المجتمع، مع الثقافة والفكر. وتلك في حد ذاتها ظاهرة حضارية نحتاج إليها حاجة ماسّة وملحة، ونتطلع إلى أن تتطوّر، ليس بالتعدد، وإنما بالنوعية في المواضيع التي تطرح، ويدور حولها الحوار والنقاش.
ومن الأمسيات الأدبية الناجحة جداً، والتي لا تعتمد على (العشاء) الدسم بقدر ما تعتمد على الأجواء المفتوحة وأعني (غير الرسمية أو غير المتخشبة) أمسيات (الثلوثية) والمواضيع التي تطرح فيها، تعالج بكثير من العفوية، إلى جانب الفكاهة والطرفة والنكتة. وقد استطاعت هذه الثلوثية أن تستقر في نفوس روادها، بحيث يندر أن يغيبوا عنها في يومها المقرر. أتمنى شخصياً أن تأخذ جميع الأمسيات هذا الطابع المفتوح. ولو أن نادي جدة الأدبي، حرص على ممارسة (مضمون) كلمة (نادي)... بحيث يظل مفتوح الأبواب للأعضاء وغير الأعضاء طوال أيام الأسبوع، ويترك لكل منهم، أن يحاور أو يمارس نشاطاً رياضياً، أو لعبة الشطرنج مثلاً، وأن يجد مقصفاً، يقدم له (على حسابه) الشطائر الخفيفة، والمرطّبات... لو تم شيء من ذلك، في (النوادي الأدبية)، لكان في ذلك ما يضيف إلى بناء الظاهرة الحضارية الجديدة المطلوبة وليس ضرورياً في الواقع أن تتواجد هذه الأمسيات، في النوادي الأدبية أو في (الأثنينية) أو في (الثلوثية) فقط... ما الذي يمنع أن تكون للجامعة أمسياتها (في نواد)، لكلياتها المختلفة، بل ما الذي يمنع أن يكون للغرفة التجارية مثلاً (ناديها) المفتوح دائماً لرجال الأعمال، ولغيرهم...
إننا نتطلع إلى تغيير الصورة التقليدية في مجتمعاتنا... نتطلع إلى أن يتجه المثقفون، وغيرهم إلى تعامل مع الحضارة، يختلف، عن سهرات (البلوت) أو سهرات (البحر) أو سهرات الكورنيش، (والتفحيط).
كل ذلك يفتقر إلى جهد يخطط له المختصون... ولا تسألني من هم؟؟؟ حاول أنت أن تعرفهم وفقك الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1083  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 207 من 207

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج