الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

المستشفيات الخاصة والأجر المحدود

إذا كان الأستاذ عبد الله عمر خياط قد رأى أن يهنىء وزارة الصحة بوزيرها الجديد معالي الشيخ فيصل الحجيلان فإني أرى أن نهنىء الوزير بالوزارة الضخمة التي تضطلع ربَّما بأدق مسؤوليات في مرافق الدولة لأنها مسؤوليات الحفاظ على صحة سكان المملكة، مواطنين ووافدين وعلى تقديم الخدمة الطبية المتكاملة، والتي يجب أن يبلغ بها التكامل حد الاستغناء عن هذه المستشفيات الخاصة حتى ولو كان مستواها الفندقي يعادل مستوى أعظم فنادق العالم.

الأستاذ عبد الله عمر خياط بعد ثنائه على كفاءة معالي الشيخ فيصل الحجيلان كما هو المنتظر في أمثال هذه المناسبات، أقترح أن تأخذ وزارة الصحة بسياسة تشجيع ودعم القطاع الخاص وأصحاب رؤوس الأموال لإقامة المستشفيات الخاصة في سائر مدن المملكة وهو يضيف إلى هذا الاقتراح بسياسة التشجيع، أن تستمر الوزارة في تحويل نسب من الحالات التي يتم الكشف الأولي عليها في المستشفيات العامة، إلى المستشفيات الخاصة، ومقابلتها بتكاليف العلاج من ميزانية الوزارة، ثم يقول إن الوزارة توفر بذلك كثيراً من المبالغ التي تصرف على إنشاء المستشفيات العامة وتجهيزها.

من جانبي أرى أن تشجيع ودعم القطاع الخاص وأصحاب رؤوس الأموال لإقامة المستشفيات الخاصة هذه مطلب معقول في الواقع ولكن هذا يجب ألا يؤجل إنشاء المستشفيات الحكومية العامة أو أن يتسبب في صرف النظر عن إنشائها... أن المستشفيات الخاصة رغم ما قدمته وتقدمه من خدمات لا تُنكر، وبعضها يستحق التقدير فعلاً، إلا أنها تظل مستشفيات خاصة لا يستطيع اللجوء إليها إلا الذين تتوافر لديهم القدرة على دفع التكاليف العالية التي لا أشك أن الضجيج حولها لا يزال عالياً وعلى الأخص بالنسبة لمن يصنفون في قائمة محدودي الدخل.

إن الذي أقترحه وأعلم سلفاً أنه مرفوض من وزارة الصحة ومن المستشفيات الخاصة على السواء، هو أن تتملك وزارة الصحة هذه المستشفيات أو أن تستأجر خدماتها وتدفع هي تكاليف هذه الخدمات على أن تتقاضى هذه التكاليف من القادرين على الدفع وهم الذين يصنفون في قائمة الميسورين والأغنياء وكذلك كغلاء الأيدي العاملة الوافدة ومن نصوص عقودهم ضمان بعلاجهم على حساب المؤسسات التي تستقدمهم. بمعنى أن يتحمل هؤلاء وقد وسع الله عليهم تكاليف الخدمة الطبية للذين يرهقهم دفع ما لا يقل عن ثلاثة آلاف ريال إذا ما اقتصرت التكلفة على يوم في غرفة وعلى كشوف الأشعة بألوانها والتحاليل بأنواعها.

أهنىء الشيخ فيصل الحجيلان بالثقة الملكية وأتمنى له العون في مواجهة مسؤوليات وعقبات وحالات في هذه الوزارة الضخمة تتطلب الكثير الخرافي تقريباً من الجهد والأكثر من الصبر والتوفيق.