شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نظافة وجمال عروس البحر
لم أنس، ولعل معالي المهندس محمد سعيد فارسي أمين مدينة جدة لم ينس أيضاً، أني ظللت خلال سنوات مضت أشن عليه حملات عن نظافة مدينة جدة في تلك الأيام، ولم أنس أيضاً أن معاليه كان يرحب بالنقد ويعد بتدارك الأخطاء وعلى الأخص فيما كنت أسميه (الشوارع الخلفية).
ولا بد أن أذكر اليوم ودون حرج بل ودون محاولة لاسترضاء المهندس محمد سعيد فارسي أن الظروف التي كانت تهيمن على واقعنا في تلك الأيام هي التي لم يكن يستطيع أن يتجاوزها مهما واجه من حملات النقد. والعجيب أنه قد بلغ من شراسة حملات النقد تلك أن تتجاهل ذلك الواقع وأن تطالب المهندس الفارسي بما يمكن أن يعد من المستحيلات.
والأعجب بعد ذلك أنه كان يؤكد دائماً أن المستقبل سيكشف ليس فقط حقيقة الواقع يومذاك وإنما أيضاً الصورة الرائعة التي سوف تصل إليها جهود النظافة في مدينة جدة في المستقبل القريب.
ومرت أيام غبت فيها عن جدة ردحاً من الزمن ثم حين عدت إليها وفي ذهني نفس الصورة السابقة كدت لا أصدق عيني وأنا أرى شوارع المدينة تليق بعروس ليس من حيث النظافة فقط وإنما من حيث اللمسات الجمالية، أشجاراً وأزهاراً ونوافير وأشكالاً جمالية تغازل المرء حيثما أتجه في شوارع العروس التي أصبحت عروساً فعلاً وقد تفنن ذوق المهندس محمد سعيد فارسي في تجميلها إلى الحد الذي أصبح يضعها في القمة من المدن المشهورة بالحدائق والأشكال الجمالية التي ربما لا نبالغ إذا قلنا إن كلاً منها يؤكد رهف الحس وصدق العشق والانتماء بين المدينة وأمينها الأمين بحق.
بعد بضعة أيام تعتزم أمانة مدينة جدة بالاشتراك مع الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الغربية تنفيذ ما درجنا على تنفيذه كل عام وسميناه أسبوع النظافة.
لا شك أن الجهد الذي سوف يبذله الطلاب والمواطنون لتنفيذ أسبوع النظافة هذا العام... لا شك أن هذا الجهد سوف يكون أقل من 10% من الجهد الذي كان يبذل في الأعوام السابقة لأن المدينة نظيفة فعلاً إلى الحد الذي يجعلني أتساءل ما الذي يمكن أن نفعله لنحقق المزيد.
منذ أيام كان الأستاذ محمد سعيد طيب ينقلني مع الدكتور عبد الله مناع في سيارته إلى منزلي الذي يضحكه دائماً أني لا أستطيع الاهتداء إليه لأني أتمتع للأسف بغباء كبير في الاهتداء إلى الشوارع والتمييز بينها، وكان لا بد أن نمر بمنطقة الكورنيش التي قيل لي إنها أصبحت تمتد شمالاً إلى أبحر وجنوباً (ربما) إلى جيزان والبهر هو الكلمة التي لا أجد سواها حين يتألق هذا الكورنيش بالإضاءة الرائعة ومع كل ضوء غمزة جمال، ولفتة فتنة، تقول لك أنا زينة العروس في هذا الليل، والشجر والزهر زينة المدينة في النهار.
ومعالي الأمين محمد سعيد فارسي كعادته يرحب بالنقد وبالأفكار التي تطرح للمناقشة حتى ولو كانت سلبية. وسوف يضحك القراء إذا قلت لهم إني مبهور أو مبهوت بالنظافة والجمال في المدينة ويتعذر على المبهور أن يرى غير مصادر البهر العجيب.
لم أر في الواقع امتداد الكورنيش في عناقه للبحر، ولكن أسمع عن أولئك الذين يملأون بطونهم بأنواع المآكل مستمتعين بأهازيج وأغاني الموج في المساء، ثم لا يكلفون أنفسهم جمع نفايات مآكلهم في أكياس يضعونها في السيارة التي جاءوا بها لتلقى مع أكياس نفايات المنزل في الصباح.
لا أملك إلا أن أقول إنهم مشغولون ببطونهم ومعدمو الإحساس بالجمال الذي يشوهونه بما يلقي من هذه النفايات والقاذورات على طول الكورنيش الجميل.
أما كيف يمكن أن نهذب ذوق المشغولين ببطونهم وأن نحملهم على احترام وتقدير ما يبذل من الجهد لراحتهم ورفاههم، فمشكلة عويصة قد لا يحلها إلا الردع ممن يملكون القدرة عليه من المختصين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :643  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 181 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج