شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الصورة الأخرى... في مقال الرابغي
ومقال الأستاذ علي محمد الرابغي عن صورة الوطن في إطار الغربة، يستحق أن يقرأ أكثر من مرة لأن أسلوب (الدانتيلاّ) فيه، يصعب أن تتجاوزه بنظرة خاطفة... وذلك شأن جميع (المخرّمات) إذ يتعذّر أن تستوعب ما فيها من جمال الصنعة ورقّة اللمسات إلا بإطالة التمثيل. ولذلك وجدت نفسي، بعد قراءة بضعة سطور، أقفز إلى (الصورة الأخرى) في هذا المقال.
والصور الأخرى هذه أذكر أني رأيت بعضها في أكثر من بلد من البلدان التي زرتها... رأيتها في مصر، وفي أوروبا أيضاً وإذا كانت صورة الرابغي، لأم تخدّر أطفالها، لتنطلق هي وراء عشرة الليل فالصور التي رأيتها لأب وأم، وبناتهما الصبايا الجميلات، لا يرى الأب، ما يمنع أبداً، أن تقفز ابنته إلى منصة الرقص... لا لتراقص فتى هذا الرقص الأوروبي، وإنما لتحزم ما تحت خصرها وترقص (على وحدة ونص)... والأب والأم - مع الجمهور المعجب - يصفقان. وقد ضمن الأب لفت الأنظار إليه وإلى ابنته، بلباسه العربي.
مع ذلك، للقارىء أن يفاضل بين صور الرابغي، وبين صورة الأب وبناته، إذ في صورة الرابغي أم وحدها بين الملاهي وعلب الليل... والأب يتفرّغ لأهوائه... وفي الأخرى، الأب مع بناته على كل حال.
وهذا اللباس العربي الذي يصرون على ألاّ يتخلّوا عنه في أي بلد يذهبون إليه... لا بأس أبداً بأن يلتزموه، لو كانت مرابع سياحتهم، المتاحف أو المكتبات، أو الجامعات... أو حتى الحدائق أما التزامه في الملاهي وعلب الليل، مع ذلك البذخ السيوقي البشع، ومنه عقود أوراق النقد تعلّق على أعناق الراقصات، فإنّه تشهير بالمملكة، أعتقد أن وضع حد له قد أصبح ضرورة.
ولا فائدة أبداً من الرجاء الرقيق الذي يوجّهه الرابغي، لأنّ الكثير قد قيل، في المجالس وفي الصحف... دون أن يحقق أي نتيجة... ولا أدري كيف نحمل هؤلاء على أن يدركوا مسؤوليتهم نحو بناتهم وأولادهم... وقبل ذلك نحو هذا الوطن الذي أعطى ويعطي الكثير... ولا يزال ينتظر أقل القليل.
* * *
يعلم لفيف من أصدقائي أني لم أعن قط بالنشاط الرياضي على اختلاف أنواعه، لا في المملكة ولا في أي بلد آخر. ومع ذلك أجد نفسي اليوم شبه ملزم بأن أكتب شيئاً عما يخالج شعور المواطنين بعد النتائج التي واجهها منتخبنا الأولمبي في لوس أنجلوس.
أحسست أن كثيرين يخالجهم شعور بالإحباط ولعل منهم من يذهب إلى التساؤل عن النجاح الذي سبق أن حققه المنتخب في انتصارين تاريخيين هما انتصاره في مباراة الكويت ثم انتصاره في المباراة مع كوريا الجنوبية.
والسؤال الذي يتردد هو ما الذي حدث فخرجنا من لوس أنجلوس بما يعتبر هزيمة مع أن أعضاء المنتخب هم أنفسهم الأعضاء الذين حققوا النصر على منتخب الكويت ومنتخب الكوريين... وهو سؤال لا أجد له مبرراً وقد أذهب إلى اعتباره سخيفاً إذ أن الفرق هائل بين الحلبتين: حلبة سنغافورة وحلبة لوس أنجلوس ومشاعر أعضاء المنتخب السعودي في لوس أنجلوس لا شك أنها كانت تعاني ضغط الرهبة وضغط الاحتمالات الكثيرة ثم وهو الأهم ضغط مشاعر جمهور المواطنين في المملكة وجمهور المشجعين من هؤلاء المواطنين الذين تجمعوا في لوس أنجلوس.
لا شك أنها كانت تجربة بالغة الحساسية والدقة خصوصاً وأن كلاً من منتخب فرنسا وألمانيا بل والمغرب أيضاً كان على مستوى تدعمه خبرة طويلة وماضٍ عريق بالنسبة للدورات الأولمبية نفسها، بينما اشتراك المنتخب السعودي يتم لأول مرة في تاريخ النشاط الكروي عندنا.
وباختصار أشعر أننا نظلم منتخبنا الوطني حين نواجهه بهذه المشاعر السلبية ظلماً كبيراً، ومن وجهة نظري أعتبر مجرد وصول المنتخب السعودي إلى لوس أنجلوس نصراً كبيراً لا يستهان به إطلاقاً ويجب أن يغفر لهذا المنتخب عدم خروجه فائزاً وأن نحتفظ له في نفس الوقت برصيد يتزايد من الثقة والتقدير وأن نتطلع في نفس الوقت إلى انتصاراته في دورة قادمة للألعاب الأولمبية. ولا يساورني أي شكل في أنه سوف يعطينا الكثير من هذه الانتصارات.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :706  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 180 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.