شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مطبوعة الاتصالات... مثال
في المطبوعة التي أصدرها منسوبو المنطقة الغربية للاتصالات بوزارة البرق والبريد والهاتف، في أواخر شهر رمضان على ما أذكر... قبل أن أتحدث عن القليل جداً مما قدّمته هذه المطبوعة من معلومات، أود أن أذكر (بتشديد الكاف)، بحقيقة أنفي بها ما جرت العادة أن يتهم به الكاتب - أي كاتب - من النفاق أو الاسترضاء لجر مغنم ما، ومن المغانم التي تستهدف بالنسبة للمنطقة الغربية للاتصالات تركيب هاتف، فلا حاجة بي إلى أي هاتف في الوقت الحاضر على الأقل. وهذه الحقيقة هي أن هذه المطبوعة قدمت إحصاء طريفاً وذكياً في نفس الوقت، عن عدد المقالات والكلمات التي نشرتها صحف المملكة عن الاتصالات السعودية في المنطقة الغربية، وعلى ذمة هذه المعلومة بلغ عدد المقالات التي نشرت في 1403هـ (3479) مقالة وتقول المعلومة إن ذلك يصل إلى معدل إحدى عشرة مقالة يومياً في الصحف والمجلات.
فالكتابة عن هذه المطبوعة وعن نشاط الاتصالات في المملكة العربية السعودية أرجو أن يؤخذ على أنه مجرد تنويه عن هذه المطبوعة التي استعرضها من الغلاف إلى الغلاف لأقف ليس عند المعلومات، وإنما عند العرض الذكي والرائع، تبويباً وإحاطة، ثم طباعة تقدم وحدها دليلاً على المستوى الرفيع الذي تستهدفه الإدارة في مختلف أنشطتها ومنها هذه المطبوعة بهذه الحلة من الجمال، الذي لو قلت إنه يصلح مثالاً لما تجاوزت الحقيقة في شيء.
وقد سبق لي فيما أظن أن كتبت في الصحف وتحدثت في أكثر من لقاء بيني وبين المذيعين عما سميته إعجازاً في الاتصالات الهاتفية والبرقية ومنها التلكس لم يكن يخطر ببال أحد أن يتحقق على هذا المستوى من التقنية التي قد لا أذهب بعيداً إذا قلت إنها تتفوق حتى على بعض الدول المتقدمة... أذكر كنت في هونولولو في أيام عيد الفطر وتصورت أني لن أستطيع الاتصال بمنزلي في جدة للاطمئنان على صحة أحفادي فإذا بي لأكاد أطلب الرقم بعد المفتاح حتى أسمع صوت ابنتي تتحدث إلي وكأنها في الغرفة الملاصقة من غرف فندق شيراتون وليس الفضل في ذلك للدقة في نظام اتصالات هونولولو وإنما قطعاً في دقة التقنية في نظام اتصالات المملكة.
والذين يطلعون على هذه المطبوعة، سوف يثلج صدورهم نسبة السعودة في العمالة أو الأعمال الإدارية، وهي - من وجهة نظري - روح النظام... وإذا كان لي ملاحظة صغيرة، فهي أن بعض موظفي الاستعلام، ينقصهم لطف التعامل والكلمة الحلوة، وإن كانوا إيجابيين تماماً في تقديم المعلومة... ثم لست أدري متى يمكن حل مشكلة توزيع الفواتير، التي يشكو منها الكثيرون... ولا أشكو أنا منها والفضل في ذلك لصندوق البريد 1172.
* * *
مراقبة المطبوعات التي تدخل للتوزيع في المكتبات أو ترسل إلى الأشخاص في المملكة عمل لم تتخل عنه قط الجهة المختصة في وزارة الإعلام. والمراقبة من حيث هي مطلب لا سبيل إلى الاستغناء عنه في بلد تمسك فيه المواطنون بعقيدتهم وتقاليدهم وكذلك بحرصهم على الأمن والاستقرار وهما دعامتا الحياة عندنا. وأنا أشك كثيراً في أن يكون المختصون بالمراقبة في وزارة الإعلام يتسامحون في دخول وتوزيع أي مطبوعة بأي لغة تنتهك القواعد الأساسية التي تتبع عادة في المراقبة.
ولكن ليس مما يتفق مع واقعنا المتطور ومع وفرة الأعداد الهائلة من المثقفين من أبنائنا إلى جانب العدد الآخر من الوافدين إلى المملكة وبينهم نسبة كبيرة من المثقفين الذين لا يستغنون عن ملاحقة حركة الفكر أو الثقافة عموماً في بلدانهم أو في العالم بوجه عام... ليس مما يتفق أن تصل الرقابة إلى حد مصادرة أو منع دخول المطبوعات التي لا بد أن تتواجد في المكتبات أو أن تصل إليهم شخصياً. ثم قد يكون الأهم من ذلك أن نحاول رفع رصيد الثقة بعقول وثقافة أبنائنا بعد أن هيأنا لهم سبع جامعات يتلقون فيها من العلوم والفنون ما ينبغي أن يكون كافياً لتزويدهم بالقدرة على التمييز بين النافع والضار، والمفيد والتافه من المطبوعات التي ترد أو تستورد إلى المملكة... أكره أن أهبط برصيد الثقة بعقل وإدراك المثقفين من أبنائنا إلى الحد الذي أمنع عنه هذه المطبوعة أو تلك، خصوصاً وإننا بلد فتح أبواب السفر إلى الخارج على مصاريعها، وهذا السفر لا يقتصر على بلدان معينة وإنما هو يمتد ليصل إلى جميع بلدان العالم تقريباً، فما نمنعه قراءة في المطبوعات لا نستطيع أن نمنعه ممارسة وتجريباً حين يكون أبناؤنا وبناتنا في تلك البلدان.
صاحب التلكس العاجل الذي نشرته صفحة الفنون في عكاظ يوم السبت 14/11/1404 يطلب من المواطنين أن يساعدوا مراقبة المطبوعات في وزارة الإعلام في أعمالها لرقابة دخول المطبوعات التي يرى أن لا يسمح بدخولها وتداولها في المملكة. وهو مشكور على كل حال ولكن أحب أن يطمئن إلى أن المختصين بالمراقبة يؤدون واجبهم على أحسن وجه ولهم من ثقافتهم وفهمهم لطبيعة عملهم ما يستغنون به عن مساعدة المواطنين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :653  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 179 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.