فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
التحليلات الطبية والكشوف وطبقة محدودي الدخل كانت مشكلة شريحة كبيرة من المواطنين مع مستشفيات أو أطباء وزارة الصحة هي ضعف أو انعدام الثقة بالطبيب، وبالعلاج أيضاً... وكانت حقيقة المشكلة هي ضعف الثقة أو انعدامها ومن الأسباب الواضحة، أن طبيب وزارة الصحة في العيادة الخارجية على سبيل المثال - يستقبل أكثر من مئة وخمسين مراجعاً في الفترة من الثامنة صباحاً وحتى انتهاء وقت الدوام... فطبيعي، بل حتمي أن تقتصر مهمته على كتابة وصفات بأدوية مقررة - لأمراض شبه مقررة أيضاً. وأسمع الآن أن الصورة قد تغيّرت كثيراً، وأن عدد الذين يراجعون مستشفيات وزارة الصحة قد تضاعف عدة مرات، أذكر أني ذات مرة راجعت مستشفى الملك فهد في جدة فأذهلني أن أرى جميع ممراته وأبواب عيادته مزدحمة بمئات المراجعين، مع ملاحظة أنَّه المستشفى الذي لا يراجعه إلا المرضى المحولون إليه من مستشفيات أو مستوصفات أخرى. هذا قد يعني أن طبيب وزارة الصحة وعلاجها قد استرجعتا جانباً كبيراً من الثقة المفقودة وأن المرضى أصبحوا يجدون من مستشفيات الوزارة وأطبائها ما يغنيهم إلى حد ما عن المستشفيات الخاصة باستثناء أولئك الذين يطيب لهم أن ينفقوا بضعة ألوف من الريالات للتمتع بالترف الذي يجدونه في المستشفيات (المفندقة) ومن هذا الترف باقات الورد التي يحملها الزائرون وقيمة الباقة التي تنتهي دائماً إلى كيس القمامة في الصباح أو في المساء لا يقل عن ثلاثمئة إلى خمسمئة ريال. أطباء هذه المستشفيات الخاصة يتمتعون في الواقع بثقة المرضى، لأسباب أن المريض لا بد أن يدفع مبالغ تبدأ من مئة ريال (كاستفتاح) تلاحق بمئات أخرى لتحليلات البول بأنواعه، والدم بأنواعه، والأشعة بأنواعها إلى جانب ما يمكن أن يقترحه الطبيب من تحليلات وكشوف نفسية وعصبية الخ... والأرجح، وفي الغالب اقتراح بحجز غرفة (مفندقة) إن لم يكن لمدة أسبوع، فليومين أو ثلاثة. وهذا يعني أن يدفع المريض بضعة ألوف. وكلما كبر المبلغ المدفوع ازدادت الثقة. السؤال الذي يطرحه أولئك الذين يحدث أن يراجعوا المستشفيات الخاصة من طبقة صغار الموظفين محدودي الدخل... هل تتحتم حكاية الكشوف والتحليلات بحيث لا تكتب وصفة ولا يتقرر مرض إلا بعد المرور بها؟؟؟... ثم هناك مستشفيات تمارس أساليب متقدمة أو متطورة جداً لتقرير حالة المرضى تتقاضى عليها مبالغ خرافية... فهل هي حتمية أيضاً... وهل يتعذر أن تتدخل وزارة الصحة بنظرة ترحم هؤلاء الذين ينطبق عليهم وصف محدودي الدخل.
طباعة تعليق  القراءات :674  التعليقات :0
صفحة 176 من 207

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج