شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من مفارقات واقع الانفصام العربي
لا جديد من أي نوع، ومن أي حجم أو وزن عن واقع الانفصام العربي بحيث لو قال قائل: إن أخصّ خصائص الأمة العربية هو الانفصام بين دولها وطوائفها وتكتلاتها السياسية والحزبية لأصاب الحقيقة في الكبد، بل وفي الكلى والطحال... والانفصام في حياة هذه الأمة يتنوع أشكالاً وأحجاماً، ومشارب وأمزجة، وانتماء، وأعراقاً، وإذا وصفه بعضهم أو شخّصه بأنّه مرض عضال، فلا بد أن نضيف أنه نوع لم يكتشف بعد من أنواع السرطان الذي لا يكتفي بالانتشار، والتمزيق، وما إليهما، وإنما هو يزيد على ذلك أنّه لا يقضي القضاء المبرم على الحياة، كما يفعل السرطان عادة، وإنما يمد هذه الحياة بعنصر البقاء، فالتمزيق حاصل والانتشار متواصل، ولكن النهاية، وهي الموت، هي التي تظل بعيدة أو مستحيلة تقريباً... كأنه موكّل بأن يبقى الجسم مسرحاً لفتكه، وآلامه، وعلله دون أن يتجاوز ذلك إلى الموت. والعجيب في أمرنا معه، أننا نعرف أنه مصيبتنا الكبرى... وأنه السبب في كل ما منيت به حياتنا من نكسات وهزائم ونكبات... بل نعرف فوق ذلك أن خلاصنا من مواقف الذل والهوان متوقّف على محاولة جادة للخلاص من هذا الانفصام... ولكنّنا لا نفعل... لا نحاول... بل ونقاوم كل محاولة يمكن أن يتصدى لها دعاة الإصلاح... ودعاة الوحدة في الصف والكلمة، وفي المسيرة نواجه بها الأعداء، ونحن نراهم يغتالون حياتنا، ويمتصون رحيق هذه الحياة من طاقاتنا وإمكانياتنا.
آخر ما فاجأنا من أخبار هذا الانفصام، أن دولة أوروبية أعربت عن استعدادها لاستضافة المجلس الوطني الفلسطيني في عاصمتها، باعتبار أن ذلك هو الملاذ الأخير، في حالة عدم توافر عاصمة عربية ملائمة.
فهل بعد هذا الهوان هوان؟؟؟ وهل بعد هذا الهزال هزال؟؟؟ عواصم اثنتين وعشرين دولة عربية تتردد أو تعتذر أو ترفض، أو تبتكر العلل والمعاذير، لعدم استضافة هذا المجلس... والمجلس نفسه يشكّك في احتمال انعقاده ما لم يتحقق لهذا التكتّل أو ذلك ما يتمسك به من سخافات وصغار وشغل أطفال... وتأتي دولة أو دول أوروبية، فلا ترى ما يمنع استضافة هذا المجلس إذا كان محتملاً أن ينعقد... أليست هذه هي الصفعة التي يجب أن تحمرّ لها أو تسودّ الوجوه في هذه الأمة بدولها الاثنتين والعشرين؟؟؟
الصفعة الثانية، التي لا أستبعد أن نسمع رنينها على الخد، هي أن نفاجأ بأن المجلس وافق على الانعقاد في عاصمة هذه الدولة الأوروبية.
والأعجب بعد ذلك كله... أن يوجد بيننا من ينتظر ويأمل أن نتخلص من المرض العضال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :621  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 166 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج