شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العالم... واحتلال السوفيت لأفغانستان
نشرت جريدة التسانداي تايمس منذ أسبوعين تقريراً لأحد مراسليها في واشنطن عن حملة جديدة يشنها بعض أعضاء الكونجرس، على المخابرات الأمريكية لفشلها في إيصال دعم الولايات المتحدة إلى المجاهدين ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان. ويقول المراسل: إن فضيحة عمليات المخابرات الأمريكية، هذه المرة، ليست في أنها مارست تصرفاتها العدوانية كتلك التي مارستها في أميركا اللاتينية... وإنما في أنها أساءت التصرف، في مبالغ الدعم التي تقدم للمجاهدين ثمناً لأسلحة وذخائر تورّدها المخابرات بمعرفتها. وأعضاء الكونجرس الذين رفعوا إصبع الاتهام، اعتمدوا على معلومات قدمها عدد من قادة المجاهدين الأفغان في واشنطن وتقول هذه المعلومات، إن الأسلحة التي يزود بها المجاهدون، والمشتراة بالدعم الأمريكي، غير صالحة للاستعمال، وهذا إضافة إلى أن كمية الذخيرة التي تحتاجها هذه الأسلحة ضئيلة إلى أبعد حد. وأضاف أحد قادة المجاهدين في واشنطن أن جانباً كبيراً من مبلغ (325 مليون دولار) التي تتصرف فيها المخابرات الأمريكية لعملياتها في أفغانستان، خلال السنوات الأربع الماضية قد ذهب في الواقع إلى جيوب المرتشين من الرسميين في باكستان.
وإدارة الرئيس رونالد ريجان، تتجنّب الاعتراف بمساعدة المجاهدين في أفغانستان، ولكن المخابرات الأمريكية، حاولت نفي الاتهام، بتسريب أخبار إلى الصحف، تقول إنها كانت تزوّد المجاهدين بأجهزة راديو متنقلة، ومراسلات، وبنادق قنص وصواريخ أرض - جو. وأنها قد شحنت إليهم مئات من الألغام التي تزرع في طريق مشاة الاتحاد السوفيتي. وفي مواجهة ذلك قال أحد شهود العيان من المجاهدين، في واشنطن، إن المساعدات التي تقدمها المخابرات الأمريكية للمجاهدين الأفغان، أقل كثيراً مما يذاع أو ينشر عنه في الصحف... وفي نفس الوقت يضيف ضابط أمريكي متقاعد، ذهب إلى أفغانستان، (إن المساعدات العسكرية التي تقدمها المخابرات للمجاهدين، ليست أكثر من أسلحة وذخائر من نوع فاسد ورديء جداً، بحيث تقتل المجاهدين بدلاً من أن تقتل الروس... وحتى إذا وجدت أسلحة جيدة، فإن ذخيرتها رديئة جداً بحيث أن 95% منها لا يصلح للاستعمال... ويقول أحد محرري نشرة يصدرها بعض المجاهدين الأفغان في أميركا، إن ما قيمته (42 مليون دولار) فقط من الأسلحة هو الذي تلقاه المجاهدون طوال السنوات الأربع الماضية، بينما الذي دفعته الإدارة الأمريكية إلى المخابرات لدعم نضال المجاهدين، وهو مبلغ يصل إلى (200 مليون جنيه) قد ذهب في الواقع إلى جيوب المرتشين من الرسميين في باكستان.
وبعد... فمأساة الوجود الروسي المحتل في أفغانستان، أنها تعاني ليس فقط من جبروت وطغيان قوات الاحتلال، وإنما أيضاً من عدم مصداقية الدعم وتفاهته، رغم تعدّد مصادره التي تتجنّب - كما تفعل أميركا - أن تعترف أو أن تعلن عن دعمها.
ومع ذلك، ينتظر العالم، أن يسحب الاتحاد السوفيتي قواته من أفغانستان... وتنشر الصحف وشاشات التلفزيون، أخباراً عن بطولة المجاهدين في مقاومتهم للاحتلال، وفي أيديهم وعلى صدورهم هذه الأسلحة الفاسدة، التي تقتلهم أكثر مما تقتل الروس... أمّا عدد اللاجئين من عوائل وأطفال هؤلاء المجاهدين الذين يتزايد يوماً بعد يوم، بحيث تجاوز الثلاثة ملايين، فكل ما يصنعه العالم من أجلهم، هو تسجيل الزيادة في عددهم ونشر صور تزاحمهم على إمدادات الغذاء، ثم لا شيء بعد ذلك، إلا بقاؤهم، في منطقة الحدود، تحت سياط الصقيع في الشتاء، وضربة الشمس في الصيف...
ترى... هل صحيح أن العالم يريد لأفغانستان أن تتحرر من احتلال الاتحاد السوفيتي؟؟؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :672  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 163 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج