شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الدول السبع... وحرب الخليج
عندما اشتعلت حرب الناقلات في الخليج وبدا في أجوائها احتمال تدخل الدول الصناعية الغربية بذريعة حماية طرق إمدادات النفط التي واجهته الدول الخليجية بسلسلة من التحركات المتعلقة فأكدت حرص الدول الست على استبعاد هذا التدخل درءاً لما يمكن أن يجر إليه من أخطار اتساع ساحة الصراع من جهة والصدام بين العملاقين من جهة أخرى.
في تلك الأجواء انعقدت قمة الدول الصناعية الغربية، مما أوهم بأن هذه الدول لا بد أن تخرج بقرار، إن لم يكن بالتدخل المباشر بذريعة حماية الناقلات التابعة لها، فبغرض الوصول إلى تسوية سلمية لحرب الخليج بين العراق وإيران. وأصدرت مسز تاتشر بصفتها رئيسة هذه القمة بياناً قالت فيه كلاماً تجاوزته الصحافة العربية ربما لأنه لم يأتِ بجديد ولم يسفر عما يستحق التعليق.
ولكن مع ذلك كان أهم ما يستوقف النظر في بيان مسز تاتشر قولها: (وقد بحثنا أيضاً في الآثار الخاصة في إمدادات النفط العالمية ولاحظنا أن سوق النفط ظلت مستقرة نسبياً ونحن نعتقد أن النظام الدولي لديه الإرادة والقدرة على التغلّب على أية مشاكل متوقعة).
سوق النفط العالمية ظلت مستقرة... كيف؟ ورغم حرب الناقلات واحتمالات الخطر على الإمدادات؟
الاستقرار هنا يعني ببساطة أن الحاجة إلى النفط ليست على نفس المستوى الذي كانت عليه طوال سني ما بعد عام 1973، وذلك نتيجة (للتخمة) التي أصبحت تعانيها الأسواق مما أدى إلى انخفاض الأسعار من جهة وهبوط سقف الإنتاج من جهة أخرى.
وعجيب أن تبلغ هذه التخمة حد طمأنة سوق النفط العالمية واستقرارها رغم حرب الناقلات وما تهدد به من أخطار... ترى هل سألت الدول النفطية نفسها عن أسباب هذه التخمة وعلاقتها بتلك الحمى التي أصابتها وأعني حس الإنتاج الذي بدا وكأنه لا يقف عند حد؟
وسؤال آخر هو: هل كانت الدول النفطية محتاجة فعلاً إلى تلك الأموال التي دفقها إلى خزائنها الإنتاج الضخم؟؟؟
والملاحظة بعد ذلك أن قمة الدول الصناعية الغربية لم تقرر ولم تصنع شيئاً لإنهاء الحرب بين العراق وإيران، والتزمت (الفرجة) فقط على نزيف الدماء في ساحات القتال مع الاستعداد لفتح ترسانات السلاح تغترف إيران أو العراق منها ما دام كل منهما يدفع قيمة هذا السلاح من أموال النفط.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :686  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 161 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.