شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
درس دولة الكويت الذي لن ينسى
طوال الأسبوع الذي شهد فيه العالم دراما الطائرة الكويتية التي اختطفها هؤلاء الذين لا تزال هوياتهم وانتماءاتهم مجهولة حتى كتابة هذه السطور، كان السؤال الذي يلح على الكثيرين، حتى من المثقفين: ترى أي موقف ستقف به دولة الكويت الشقيق؟؟؟ ومن المفروغ منه أن حياة ركاب الطائرة وعددهم يزيد على 150 راكباً، كانت مسؤولية ضخمة ودقيقة بكل معيار... وجد من رأى أن دولة الكويت تستطيع (مثلاً)، أن تباشر تنفيذ أحكام الإعدام على الذين حكم القضاء بإعدامهم، على دفعات... واحداً بعد الآخر بحيث يستيقن خاطفو الطائرة أن تهديدهم بنسف الطائرة وركابها، سوف لن يكون له مردود لدى دولة الكويت سوى تنفيذ الأحكام... وتلك طريقة قد تحبط تطلّع الخاطفين إلى إطلاق سراح المحكومين بالإعدام أو بالسجن عقاباً لجرائم التخريب التي ارتكبوها ... ووجد أيضاً من رأى أن دولة الكويت، يمكنها أن تفرج عن المحكوم عليهم، إشفاقاً ورحمة بذلك العدد الكبير من الركاب، فهي - لو تصرفت هكذا - فإنها تكون قد تصرفت التصرف الإنساني الذي زعموا أنّه سيواجه بارتياح كبير.
ولكن دولة الكويت الشقيق، أثبتت بتصرفها الحازم، أنها نظرت إلى الموقف نظرة تليق بدولة تدرك مسؤوليتها، وتحترم كلمة القضاء في جهاز حكمها، وفي نفس الوقت تنظر إلى عمليات الخطف المماثلة، النظرة العقلانية، التي يتساءل منطقها عن مستقبل عمليات خطف الطائرات، والمدى التخريبي الخطير الذي يمكن أن تتطور إليه إذا خضعت للتهديد فأفرجت عن مجموعة من المخربين، صدر بحقهم حكم القضاء العادل.
قالت دولة الكويت، لكل من يفكر في عمل مماثل بخطف طائرة، أو خطف أشخاص، للوصول إلى مثل الغرض الذي أراد الخاطفون أن يصلوا إليه... كما قالت للمجتمع الدولي على رحبه: هذا هو الموقف الذي يجب أن تقفه كل دولة، وهو وحده الذي يردع الآخرين... وهو السبيل الذي لا سبيل سواه إلى إحباط التفكير في مثل هذه العملية في المستقبل الممتد.
لم تخضع دولة الكويت للتهديد، وأصرّت على موقفها بشجاعة لا بد أن يقدّرها كل عاقل أعظم تقدير، وإذا كان لنا أن نتكهّن بمستقبل ما بعد هذا الموقف، فإن كل من يخطر له أن يجرب عمليات الخطف، لا بد أن يضع في تقديره موقف دولة الكويت... فيضطر إلى التفكير مئة مرة قبل أن يقدم عليها.
بقي أن نتساءل عن مسؤولية المجتمع الدولي بالنسبة للخاطفين - وأعني أي خاطف في أي وقت - أليس من منطق وطبيعة الأشياء، أن تتقرر العقوبة الصارمة (دولياً) بحيث يدرك كل من يفكر في الإقدام على جريمة الخطف، أن مصيره تلك العقوبة الصارمة، في الدولة التي يستسلم فيها إذا استسلم، أو التي يداهم فيها ويجبر على الاستسلام؟
قدّمت دولة الكويت الشقيقة، بموقفها الصارم والحازم درساً لن ينسى... لن ينساه منذ اليوم، كل مجرم، وكل مبتز، وكل متلاعب بأرواح الأبرياء وذلك لعمري هو موقف الدولة الذي يسجّل لها، في تاريخها العظيم، بالكثير من الإعجاب والتقدير.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :632  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 158 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج