فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
مراقبة المطبوعات سبق أن كتبت أن جهاز مراقبة المطبوعات في وزارة الإعلام يؤدي واجبه ويقوم بأعماله على وجه يستغني عن مساعدة أي جهة أخرى وذلك تعليقاً على كاتب في عكاظ دعا المواطنين إلى مساعدة هذا الجهاز بمراقبة مطبوعات رأى أنها يجب ألا تدخل المملكة إلاّ بعد مراقبتها. وتعليقاً على هذا الذي كتبته، تلقيت رسالة من واحد من أبنائنا المثقفين يخبرني فيها أنه قدم من القاهرة ومعه عدد من الكتب ومنها كتاب باسم (الخالدون مئة وأعظمهم محمد) صلى الله عليه وسلم. ويقول الشاب إن المراقبة في جمرك جدة قد صادرت هذا الكتاب بالذات لأن الكاتب قد ساوى في نظرهم بين الرسول صلى الله عليه وسلم والآخرين الذين ترجم لهم المؤلف أو كتب لمحات من سيرتهم. ويسألني الكاتب هل هذا الكتاب محرم وينبغي منع دخوله أو تداوله للقراءة بين المثقفين. إنها وجهة نظر المراقبة بالنسبة لهذا الكتاب قد لا يكون من حقي أن أعترض عليها أو أن أستكثر على جهاز مراقبة المطبوعات مصادرة الكتاب بحجة أن الكاتب قد ساوى بين الرسول صلى الله عليه وسلم والآخرين الذين ليسوا أنبياء أو رسلاً... ولكن كتابة سيرته عليه الصلاة والسلام عمل لا يتعارض مع كتابة سير الآخرين إذا ما حرص الكاتب على أن يظهر الفرق والخصائص الكبيرة بين سيرة الرسول وسير الآخرين. ثم قد يعلم جهاز مراقبة المطبوعات أن المثقفين عندنا قد أصبحوا قادرين على التمييز وعلى معرفة الخطأ والصواب والجائز وغير الجائز فيما يقرأون من كتب بحيث أصبح منعهم عن قراءة كتاب كهذا يدخل في معنى وصفهم بالجهل والغباء وهو ما لا يتفق مع وجود سبع جامعات يتخرج منها الألوف كل عام كما لا يتفق مع الباب المفتوح للسفر الذي يتيح للشباب أن يقرأ الكثير الذي يمنع دخوله جهاز مراقبة المطبوعات. وأنا أود أن أضيف إلى ملاحظة هذا الشاب أني أعاني الكثير من الضيق من تصرف مراقبة المطبوعات فيما بين يدي من الكتب الإنجليزية التي يقتصر جهد المراقبة عليها على طمس جزء من صورة ما بالحبر الأسود بفكرة ستر ما يشاهد على هذا الجزء عن الأنظار. ومعلوم أن دوائر المعارف الكبرى كالبريطانية والأميركية وغيرها وقواميس اللغة الإنجليزية لا بد أن تزود بالصور لأعمال فنان أو عالم في التشريح مثلاً... ودوائر المعارف هذه لا يشتريها إلا شريحة معينة من المثقفين وطلاب العلم فهي ليست مما يقع في أيدي الأطفال ومن في حكمهم مثلاً. فهل يرى جهاز مراقبة المطبوعات أن رجلاً مثلي يجب أن يعامل بطمس الصور كما يعامل الأطفال. أظن أن الموضوع كله يستحق أن يعالج بنظرة من معالي وزير الإعلام ومن الجهات التي تصر على هذا الأسلوب في مراقبة المطبوعات.
طباعة تعليق  القراءات :926  التعليقات :0
صفحة 145 من 207

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج