شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العلاقات الدولية
العلاقات الدولية في أبسط تعريف لها - هي السياسة... وما أوسع هذه الكلمة وما أشد ما يمكن أن تحمله من أعباء، وما أكثر ما يتجمع فيها من أجهزة قد تتلاقى مع الكومبيوتر في تخزين المعلومات وتقديمها عند الطلب، ولكنها تمتاز عنه، في أن تلافيف المخ الإنساني هي التي تتصرف، وهي التي تحكُم، وهي التي تجد الأجوبةَ الحاسمة، في كل موقف... وحياة السياسي... كلها مواقف... وكلها لحظات من التحرج والتوجُّس والحساب والود والتقدير.
وما يجعل علم العلاقات الدولية... أو علم السياسة، مترامياً، واسع الآفاق إلى الحد الذي يلتهم ما لا حصر له من العلوم الإنسانية، هو أنه علم ذلك الصراع الدائم الذي بدأت عجلته تدور في يوم ما من حياة الإنسان على الأرض... ولم تتوقف قط... ولا يبدو أنها يمكن أن تتوقف في أي يوم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
صراع حياة أو موت... ليس بين فرد وفرد، وإنما بين شعوب وشعوب... بين ماض يتبادر إلى الأذهان أنه اندثر وانتهى، ولكنه لا يزال حاضراً ماثلاً، وترتكز عليه الحياة في حاضرها وفي مستقبلها الممتد إلى الأبد، وبين هذا المستقبل الذي يتجه إليه طموح الإنسان.
وما دام الصراع بين شعوب وشعوب، فعلم العلاقات الدولية، هو العلم الذي لا بد أن يحلل حياة هذه الشعوب... ابتداء من نشوئها... وتطورها، وما صاقب، هذا النشوء والتطور من عوامل ومؤثرات... وهذه العوامل والمؤثرات كالخلايا في الجسم البشري... مئات الملايين منها هي التي تبني هذا الجسم، ومئات الملايين منها تندثر في هذا الجسم ليحل محلها غيرها... ليظل هذا الجسم حياً... أو ليموت، بعد أن يترك جزءاً أو أجزاء منه تمارس الحياة... تمارس امتداد الماضي إلى الحاضر والمستقبل البعيد.
وأعجب ما في علم العلاقات الدولية، أنه العلم الوحيد الذي يتسع دائماً لكل اجتهاد، ويرحب بالجديد من الآراء الطموحة... ورغم علاقاته المتشعبة بغيره من العلوم وفي مقدمتها التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والاقتصاد بل وإلى حد ما، بعلم النفس أيضاً، فإنه يستطيع أن يتطفل أو يتدخل دون استئذان، في كل حركة من حركات التطور في أي علم من العلوم، ما دام لها اتصال من قريب أو من بعيد، بالتطور السياسي وعلاقات الدولة بعضها ببعض.
من توصيات الجمعية الدولية التي ترعاها منظمة اليونسكو، أن تشمل الدراسة الأكاديمية للعلاقات الدولية... النظرية السياسية، وتتناول جميع الآراء الأكاديمية لاتجاهات السياسة، وتاريخ الأفكار السياسية، والنظم السياسية، وهذه تتناول الدساتير والحكومات والنظم البلدية والإدارة العامة والوظائف الاقتصادية، والنظم السياسية المقارنة، والجماعات والرأي العام والقانون الدولي، ويدخل في ذلك، دراسة التاريخ وعلم الاجتماع، وعلم الاقتصاد والجغرافيا بأنواعها السياسية، والاقتصادية، والإقليمية، والدعاية، والأعلام، ونظم التجارة الدولية، وتطور الفكر، والحضارة، والفن، وهذا إلى جانب المتابعة الدائمة لقضايا العالم الكبرى، وللصراع بين المبادىء والمثل والنظم، وتشمل الحياة الروحية وأثرها في تكوين شخصية الشعب ونفسيته.
ولمنظمة اليونسكو اقتراحات بدراسات أكاديمية موسعة للعلاقات الدولية وكلها تتجه نحو هدف واحد... هو توطيد السلام وتوثيق عرى التعاون بين مختلف الشعوب.
وتنطلق المنظمة في وضعها هذا الهدف، من روح ميثاق الأمم المتحدة... ومع أن تحقيق هذا الهدف، لا يزال حلماً من الأحلام... فإن المنظمة تطمع أن يتحقق إذا أمكن أن تنشأ أجيال تدرك (علمياً) ما يترتب على الأمن والسلام من استقرار عالمي يتخلص فيه الإنسان من مخاوف الحرب، وأخطار التسلط والقهر والإرهاب.
وعلى الرغم من أن الدماء لا تزال تراق، والأرواح لا تزال تزهق، في أكثر من جزء من العالم حتى هذه اللحظة، فإن وصول الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، إلى اتفاق على عدم المواجهة بأسلحة ذرية... يمكن، أن يعتبر خطوة نحو تحقيق قطرة من بحر ذلك الحلم الذي رأته الدول التي وقعت ميثاق الأمم المتحدة، في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :568  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 132 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج