شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مقاومة المخدرات
كان قرار العقوبة بالإعدام توقعه الدولة على مهرب المخدرات بأنواعها ثم على المروج، هو القرار الذي لا يشك أحد في أنه رادع، وفيه عنصر القدرة الحاسمة على إغلاق الأبواب في وجه هذا البلاء، الذي أصبح يوغل في حياة الأمم والشعوب مدمراً عناصر الشباب على الأخص من جميع الأعمار، أنواعاً من التدمير ليس أقلها الإدمان بجميع صوره وآلامه ومآسيه.
يحكى أن الطاغية ماوتسي تونج زعيم الصين الشيوعية عندما تحققت له الهيمنة على الشعب الصيني ومقدرات البلاد واجه، أول ما واجه، من مشاكل الصين ومن أسباب تخلف الشعب، إدمان مادة الأفيون التي كانت تزرع علناً وتصدر ويستعملها الملايين من أبناء الشعب. وكان ذلك هو السبب في تخلف الإنسان الصيني وتدهور قدراته على العمل والإنتاج... قالوا إن (ماو) أصدر أمراً بإعدام كل من يثبت عليه زراعة الأفيون أو المتاجرة به وكذلك كل من يتعاطاه... ظن الناس أنه أمر لن ينفذه (ماو) لأن الذين يتعاطون هذه المادة المخدرة والخطيرة ملايين في المدن والريف على السواء... وحدد (ماو) يوماً للبدء بتنفيذ العقوبة... وكانت المفاجأة المذهلة والرادعة في نفس الوقت، أنه أعدم فعلاً، وفي اليوم الأول من تنفيذ الأمر أكثر من مئة وخمسين ألف صيني، علناً وعلى رؤوس الأشهاد... ويقول الخبر: (ومنذ ذلك اليوم لم يبق في الصين من يتعاطى الأفيون أو يتاجر به أو يزرعه).
تلك صورة لما يمكن أن تحققه العقوبة الرادعة... وقد تناقلت وكالات الأنباء منذ فترة أخباراً عن عقوبة مماثلة نفذتها حكومة ماليزيا، على مهربين من الإنجليز أو غيرهم من الأجانب دون أن تلتفت إلى توسلات حكوماتهم بتخفيف العقوبة رحمة بهم.
بقي أننا في المملكة شعب متمسك بسلوكيات نحمد الله على أنها من صميم عقيدتنا وإيماننا، فالبيت في المملكة حريص على رقابة سلوكيات أبنائه إضافة إلى رقابة المدرسة والمجتمع بعامة. وإذ يتعذر أن نزعم أن هذه المخدرات لم تجد سبيلها إلى التسلل إلينا ولم تجد من يقعون في أوحالها ومن الشباب خاصة فإن ما أعتقد أنه ضروري لمقاومة المخدرات إلى جانب العقوبة الرادعة دراسة البواعث التي تدفع الشباب إلى تعاطيها أو إدمانها. وهذه الدراسة قد ينبغي أن تستهدف الحالة النفسية التي يعيشها الشباب إلى جانب الظروف الاجتماعية وعلى الأخص منها عجزه لأسباب مختلفة من تحقيق طموحاته وآماله ثم متابعة مسيرته مع أقرانه وسلوكيات هؤلاء الأقران.
تلك مقاومة تدخل في باب الوقاية وقد كانت دائماً أفضل سبل العلاج... والمقاومة التي أتمنى أن تستهدفها ليست مجرد النصائح وصيحات التحذير، وإنما هي برامج ومشاريع مدروسة يضعها وينفذها فريق من المختصين في الإشراف الاجتماعي وفريق من علماء النفس، والعيادات النفسية التي يلجأ إليها الأب أو الأم حين يلاحظون على الأبناء بوادر الانحراف.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :650  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 115 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.